التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:06:54 غرينتش


تاريخ الإضافة : 16.07.2009 13:44:20

"موسوي".. لقاء مع شبح!!

كغيري من الموريتانيين هذه الأيام لم أستطع النوم ليلة البارحة لكثرة الهواجس والوساوس التي تملكتني وأنا آوي إلى فراش النوم..
هواجس ووساوس قذفت الحيرة في نفسي حول شكل موريتانيا ما بعد 18 يوليو.. من سيفوز؟ من سينهزم؟ هل نحن أمام شوط ثان؟ ما هي طبيعة التحالفات بين المرشحين على افتراض الذهاب إلى الشوط الثاني؟ من سيقبل النتائج بروح رياضية ومن سيرفضها بروح "موسوية"؟
لحسن الحظ غلبني النعاس وانقطع ولو إلى حين شريط الوساوس والهواجس ووجدتني نائما منقطعا عن العالم..
بينما كنت نائما فوجئت برجل يصرخ بحدة أمام مجموعة من الناس في زقاق ضيق مظلم.. دخلت بين تلك الجموع وأنا نائم.. اقتربت من الرجل
"كأنني أعرفك" قلتها له وأنا أقف بجانبه وجها لوجه..
التفت ناحيتي وأسر لرجل معه بكلام في أذنه..
فهمت أن الرجل يترجم له اللغات التي لا يفهمها..
أجابني بلغة هي مزيج من العربية والأردية والعبرية والانجليزية.. استنجدت بالمترجم الذي قال لي "سيد موسوي يحييك ويقول لك إنك تعرفه جيدا.. "فهو معروف عالميا باعتباره زعيما إيرانيا رفض تزوير إرادة الشعب الإيراني وطعن في نجاح خصمه القوي احمدي نجاد"
قلت للمترجم قل لسيدنا "موسوي" ألم يقتنع بما قاله المرشد الأعلى للثورة بشأن نتائج الانتخابات ألم يقل إنه لا يمكن تزوير عشرة ملايين صوت حتى ولو افترضنا جدلا إمكانية تزوير مليون أو مليوني صوت؟"
قرأ المترجم سؤالي في أذن "موسوي" الذي أجابني عبر المترجم "لو لم يكن المرشد الأعلى بمثابة "الولي الفقيه" لكان لي معه شأن آخر.. ولكن مشكلتي هي أنه بمقدوري كشخص مواجهة "ولاية الفقيه" والثورة على المفاهيم التقليدية دينيا واجتماعيا فأنا رجل متحرر غير أنه ليس بمقدوري حمل عامة الناس على مواجهة المراجع والولاية الفقهية"
انشغل عني "موسوي" فجأة واختفى المترجم فبقيت حائرا رفعت بصري نحو "موسوي" الذي تشاغل عني مع مترجمه لكنني فوجئت بالجنرال محمد ولد عبد العزيز وأحمد ولد داداه ومسعود ولد بلخير يتدافعون للوقوف في نفس النقطة التي كان يقف فيها "موسوي" أمام حشوده المنصرفة خلف الرجال الثلاثة كان بقية المرشحين المحليين يتدافعون بحيرة للحاق بالركب..
صرخت فيهم "من فضلكم لا تقفوا هناك" لم يعرني الرجال الثلاثة ومن خلفهم أي اهتمام..
بدأت صور الرجال في عيني تتضاءل وتتشح بالسواد..
خيل لي أن "موسوي" انضم إليهم واندس بينهم بصمت صرخت فيهم مرة أخرى "من فضلكم.. إنه بينكم احذروا من العدوى.. لقد أوقفته "ولاية الفقيه" عند حده.. فما الذي سيوقفكم أنتم عند حدودكم غدا إذا أصابكم "فيروس العزة بالإثم" ورفضتم نتائج الانتخابات القادمة"
كنت اصرخ في الفراغ فلا أحد يسمعني..
فجأة اقترب مني رجل جاء من أقصى المدينة مهيب الطلعة أبيض الثياب بهي القسمات.. ضمني إليه بشوق وهو يقول "لا تخف يا بني.. لا مكان لأمثال "موسوي" بيننا..
إن هؤلاء الرجال الذين ترى أمامك عزيز وداداه ومسعود واعل وصار وجميل وصالح وحمادي وكان كلهم رجال وطنيون يحبون مصلحة البلاد ويضعونها فوق كل اعتبار ولو لم يضعوا في الحسبان القبول بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع وقبول نتائجها برضى تام لما دخلوا السباق أصلا.. نعم هم رجال مسكونون بحب السلطة مع فارق التوقيت غير أنه ليس من بينهم من هو مستعد للتضحية باستقرار بلده وتعايش شعبه في سبيل منصب الرئاسة..
لا تصرخ في وجوههم.. إنهم لن يرتكبوا الخطيئة بحق بلدهم وشعبهم"..
قاطعته: "إني لأجد ريح "موسوي"..
صرخ الرجل الطيب بحدة في وجهي "إياك أن تعيد مثل هذه الوساوس.. لا تخش شيئا فالبلاد بهؤلاء الرجال وأمثالهم ستعبر جسر 18 يوليو بكل أمان.. أقولها لك ليطمئن قلبك وتبتعد عن هذه الظنون السود"
حاولت أن أقول شيئا للرجل غير أن أذان الصبح الوادع أيقظني فجأة ليسلمني ليوم جديد بعد ليل طويل بهيم مليء بالهواجس والوساوس وحتى الأشباح!!.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!