التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:06:32 غرينتش


تاريخ الإضافة : 17.07.2009 16:22:44

ثرثرة مزعجة على هامش انتخابات مزورة

بقلم: سيدي علي بلعمش

بقلم: سيدي علي بلعمش

بقلم: سيدي علي بلعمش

حين قررت أن أقول الحقيقة كنت أعي جيدا مدى مرارتها .. و أنني سأدفع ثمنها حتما ، فكان علي أن أتقبل سيل الشتائم و الانتقادات و أن أفهم أن ما أراه نسبيا جدا و قابلا للتأويل و النقاش و حتى التفنيد و أنه علي أن أفهم أن للناس آراء أخرى على أن أدرك أنها قد لا تنسجم مع ما أراه أو أفهمه . لم يكن في أي من هذا ما يزعجني و لا ما ينبغي أن يزعجني أو يؤلمني أو يحيرني أو حتى يلفت انتباهي إلى ما يجب أن أكون عليه في مخيلاتهم للتحسين من صورتي .

من السهل جدا في هذا البلد أن تكون عبقريا و مقبولا جدا عند الآخر بل عند الجميع إذا قبلت مثلهم أن لا تؤمن بأي شيء في الوجود و أن تقبل كل شيء : "لو كان رسول الله (عليه أزكى الصلاة و السلام) حيا لوشح ولد عبد العزيز و رشحه" .. "سأحول المساجد مخابزا" .. "السلطة في الإسلام تقال للجيش و العلماء" فمن يمكن أن يصدق أن تصدر مثل هذه الأقوال من علماء مسلمين في بلد اشتهر بالتضييق الاحترازي ؟

لعل موريتانيا هي اليوم المكان الأوحد على وجه الأرض الذي يمكن أن يقال فيه مثل هذا الكلام لأن "الغاية تبرر الوسيلة" هي كانت منذ ولدت الدولة أهم عملة متداولة في البورصة السياسية: على الناس أن تفهم أن موريتانيا بلدنا و أن الحكم فيها يتم عن طريق اختيارنا .. و أن ولد عبد العزيز جاء ليقول لنا لقد أسقطت من اخترتم لأنني أنا الأحق بهذا الاختيار . و من حق حمدن ولد التاه أن يلوي عنق الحقيقة و أن يبحث لجريمة ولد عبد العزيز عن أجمل المبررات و من حقه أن يكون عضوا مسلحا في عصابات ولد عبد العزيز الإجرامية لكن سيد الوجود عليه الصلاة و السلام أكبر و أنبل و أعظم و أعدل و أصدق و أأمن من أن ينزع الحكم من رجل نبيل السريرة صادق الوعد ، رحيم بعباد الله ، لا تأخذه في الله لومة لائم مثل سيدي و لد الشيخ عبد الله و يجعله بيد لص عربيد، إذا تحدث كذب و إذا أأتمن خان و إذا وعد خلف مثل ولد عبد العزيز (حاشى ان يفعلها رسول الله) .. و لو كان رسول الله عليه أزكى الصلاة و السلام حيا يا حمدن ولد التاه لما اتبعنا نحن غيره و لا انتخبناه . و إذا كنت أنت و ولد عبد العزيز و محسن ولد الحاج و ولد النني و الشيخ العافية ستقيمون انتخابات في بلد مسلم يعيش رسول الله (عليه الصلاة و السلام ) بين أهله، فلا شك أن السؤال سيصبح من أنتم لا من نحن؟ نحن يا ولد التاه لا ننتخب أحدا إذا كان رسول الله حيا و سيد الوجود أعدل و أوفي من أن يوشح محتالا يضع مصير شعب مسلم لا حول له و لا قوة على كف عفريت من أجل مصلحة شخصية تافهة الأنانية .


ـ منذ عام كامل يقوم ولد عبد العزيز بحملة بذخ لم يعرف التاريخ لها مثيلا لأنه بكل بساطة لا يحمل أي فكرة و بلا برنامج سياسي و يفهم أن عليه أن يشتري الذمم و أن يري للناس أنه الأقوى و الأغنى و الأكثر استعدادا للبطش و الطيش و التنكيل بكل من لا يريده و هذا أمر مفهوم على الأقل . إن ما يعجز الإنسان عن فهمه هو أن يتحدث هذا المعتوه بيننا عن الفساد و يهدد المفسدين بالسجن حين يفوز في الانتخابات؟؟ هذا أيضا أمر لا يمكن أن يحدث في غير موريتانيا و السبب ليس طيش ولد عبد العزيز وجهله بقدر ما يعود إلى عجز المترشحين معه و أجهزة إعلامهم عن تشريح الواقع و انغماسهم الأعمى في هذه الحملة المحسومة النتائج مسبقا.

ـ الأغرب من هذا و ذاك هو أن يقوم زعيم المعارضة في بلد ـ يحاول على الأقل أن يجد طريقه إلى الديمقراطية ـ بالتآمر على الشرعية مع ثلة من الضباط المنبوذين داخل المؤسسة العسكرية قبل المدنية في مؤامرة دنيئة ظهرت بعد الأيام التشاورية كل خيوطها بعد أن اعتذر له الجنرال عن عدم ترشحه لأنه لا يمكن أن يرد طلب "موريتانيا الأعماق" (؟) التي حملته مسؤولية ما سيحدث للبلد إذا لم يترشح ليغضب ولد داداه و يقول له نكثت بالعهد الذي كان بيننا (؟) مثل هذا لا يحدث إلا في موريتانيا و موريتانيا ولد داداه و ولد عبد العزيز بالذات.

و قد حدث هذا في موريتانياهما بالفعل و شهد عليه القاصي قبل الداني و كتبت الجرائد و المواقع الالكترونية عن تفاصيله و تفاصيل تفاصيله و أسبابه و أسباب أسبابه و خفاياه و ظاهره و قصة نشأته و فترة مخاضها و تاريخ ولادتها بالتفاصيل و الأرقام و التواريخ و الأسماء و الوقائع لكنه على من يتطرق لهذا الموضوع أن يوصف بالحاقد و الحاسد لا من طرف الجنرال الأرعن و إنما من قبل زعيم المعارضة الديمقراطي و أتباعه النخبة ، النيرة الأفكار، الديمقراطية الثقافة ، الموضوعية الإنصاف ، المهذبة الوعي ؟
و سيكون علي هنا أن أسجل موقفا ربما أكون أنا أكثر المتضررين منه لأقول إنه علي إذا كنت صادقا بالفعل أن احترم الجنرال ولد عبد العزيز الذي لم أترك شيئا إلا وقلته فيه لأنه كان أرحب صدرا و أكثر استعدادا لتقبل النقد و الرأي الآخر من رئيس معارضتنا و أتباعه و هي مفارقة لا تحصل إلا في موريتانيا المختلة موازين المنطق.
حتى جنرال أرعن أوسع منكم باعا و أكثر منكم استعدادا لتقبل النقد؟ أنتم شيء لا يحصل إلا في موريتا.

إذا كان الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله قد أخطأ بإعطاء تلك الرتب السامية لولد عبد العزيز و ولد الغزواني و هما آخر من يستحقها على وجه الأرض بكل تأكيد فقد أخطأ أكثر بموافقته على قانون المعارضة الذي أعطى أحمد ولد داداه أبعادا و مكانة ما كان يستحقها هو الآخر و قد قلت حينها في مقال طويل تحت عنوان "بين قانون المعارضة و معارضة القانون" أن موريتانيا ستدفع ثمن ذلك الخطأ غاليا تماما مثل ما حدث و كنت حينها أعتمد على رؤية واضحة و ثوابت راسخة أولها أن السيد أحمد ولد داداه رجل مضطرب المواقف بسبب غواية كرسي الرئاسة المسكون بها و لن يبخل جهدا في دفع الصراع السياسي القائم إلى نقطة الانفجار تماما مثل ما حصل و قلت حينها إن القانون الموريتاني لا يعترف بمعارضة الشارع و أنه علينا إذا كان لا بد من سن قانون للمعارضة (لدعم الديمقراطية) أن نعطي رئاستها لرئيس أكبر كتلة برلمانية معارضة لأن الوصول إلى الرتبة الثانية في الانتخابات ليس معيارا هو الآخر : فهل يمكننا اليوم أن نعطي رئاسة المعارضة لولد عبد العزيز إذا ذهب إلى الشوط الثاني و احتل المتربة الثانية في هذه الانتخابات؟

و لا يختلف اثنان اليوم في أن 80% من هذه المشكلة التي تعيشها بلادنا و التي لا نعرف كيف و لا متى سنخرج منها تعود أسبابها المباشرة إلى ما نسميه نحن أخطاء ولد داداه و تسمونه أنتم بطولاته. و سيكون علي هنا أن أفتح قوسا كبيرا لأقول (على من يتكلم عن هذه الحقائق أو غيرها أن يكون حاسدا لولد داداه ؟ و قد شارك السيد أحمد ولد داداه في كل الانتخابات التي عرفتها موريتانيا ليفوز بها غيره و يمضي هو 5 سنين يضرب أخماسه بأعشاره في انتظار حملة أخرى تعطي نفس النتيجة ستكون أخرها انتخابات 18 بكل تأكيد . و لا أدري في الحقيقة على ماذا يمكن لأي أحد أن يحسده؟ أما الحقد فهو عادة ردة فعل يتحكم المحقود عليه في إدارة عمليتها ، فإذا كان هناك من يحقد على ولد داداه كما تدعون فابحثوا عن السر عند سيدكم : ما نعرفه نحن هو أنه ليس من الطبيعي أن يحب أحد الناس و يعاملهم باحترام و يحقدون عليه ، هذا على افتراض أن يكون هناك فعلا من يحقد عليه كما تدعون و إن كنت واثقا أنها مجرد ردة فعل غير واعية تفسر الأشياء بما في نفوس أصحابها ),

و يعتقد ولد داداه اليوم (دون غيره أو أكثر منه على الأقل) أنه صنع المناخ المناسب لتحقيق حلمه و أنه سيفوز بما لا يدع مجالا للشك في هذه الانتخابات السهلة (و نحن الآن على بعد يومين فقط من يوم الاقتراع) و سيكون علينا أن نذكر ولد داداه بأن الأحلام خلقت كي لا تتحقق و أن السياسي الجيد هو من يفكر في الضمانات حين يحسب حساباته : ربما لا يحتاج ولد عبد العزيز غدا إلى استبدال صناديق الاقتراع أو استصدار بطاقات تعريف (مزدوجة أو إضافية ) أو السطو على محاضر اللجان . هذا الذي تنتظرونه هو أكثر أنواع التزوير تخلفا و أكثرها بدائية و أقلها فعالية.

ـ التزوير هو أخذ ممتلكات الدولة و شراء أصوات الجائعين بها.
ـ التزوير هو أخذ ممتلكات الدولة و ترهيب الناس بها .
ـ التزوير هو أخذ ممتلكات الدولة و تحويلها إلى وسائل دعائية لبرنامج ولد عبد العزيز : فهل شيد ولد عبد العزيز الطرق من جيبه ليمن على الناس بها؟ هل وزع عليهم المواد الغذائية من ممتلكاته ليمن عليهم بها؟ فلماذا يحول مخزون المفوضية إلى منحة شخصية من حملته ؟ هل الحي الساكن ملك لولد عبد العزيز حتى يمن على الناس بتوزيعه و يحولهم إلى جزء من مشروعه؟

ـ التزوير هو ترهيب الحكام و الولاة و وعيد من لا يفوز ولد عبد العزيز في مناطقهم.
ـ التزوير هو وضع القوات المسلحة و كل قوى الامن في حالة استعداد تام تأهبا لحماية تزوير ولد عبد العزيز .
ـ التزوير هو الـتأثير على موظفي الدولة و إغرائهم بالوظائف و الامتيازات.
ـ التزوير هو تهديد موظفي الدولة
ـ التزوير هو إقناع الناخب من خلال النفوذ الفعلي و التحكم في السلطة بأن المستقبل لولد عبد العزيز .

ـ التزوير هو سجن حنفي ـ بلا قضية ـ ليقول ولد عبد العزيز للناس : هذا هو مصير كل من يخالفني في الرأي
ـ التزوير هو استغلال مروحيات الجيش في حملة ولد عبد العزيز ليقول للناس أنا رئيس الدولة و مرشحها الذاهب إلى الكرسي بعد انتهاء المسرحية.
ـ التزوير تقال لما يقوم به ولد الهادي و ولد مكت و مسغارو الذين تحولت بيوتهم إلى مكاتب لحملة ولد عبد العزيز و هم ضباط تحت العلم ليقولوا للناس الأمر محسوم سلفا لصالح مرشحنا و المحاضر معدة سلفا و القضية قضية وقت ليس إلا .

لقد انتهى ولد عبد العزيز من عملية التزوير و أنتم ما زلتم تنتظرون أن يقوم بها يوم الاقتراع، فكم أنتم أذكياء؟
ثم ، إذا كان ولد عبد العزيز يقوم بهذا كله علنا من دون أي ردة فعل فمن ذا يستطيع أن يمنعه من أن يضيف تكملة "احتياطية" في صناديق الاقتراع و أجهزة حملته هي من تولت صفقة شراء بطاقات التصويت من إحدى المطابع التجارية البريطانية.؟
ما بقي من عملية التزوير أسهل بكثير مما طاف و ما طاف عليكم أكبر بكثير مما يخفيه يوم الاقتراع.
لقد علمتنا هذه الأزمة أنه علينا أن نحل مشكلة إغراء الانتخابات لمرشحينا قبل التصدي للانقلابات العسكرية لأنه من غير المقبول أن نخرج ولد عبد العزيز من ورطته كانقلابي مغتصب للسلطة يحاصره العالم أجمع و نجعله رئيسا منتخبا يرفضه بعضنا ، فأي حماقة هذه ؟
و المصيبة الأكبر هي حين نردد بعد هذا كله أننا انتصرنا عليه ؟ و أنه الغبي و نحن الأذكياء ؟

غدا سيفوز ولد عبد العزيز لأنه قام بالدورة الكاملة للتزوير حتى ضمن نتيجته و ستكون حجتكم ضعيفة جدا لأنكم ابتلعتم الطعم و تجاوزتم الأهم .
ستتذكرونها حين تنزلون إلى الشارع و أنتم تكذبون على أنفسكم لإرضاء غروركم.
و ستعودون حتما إلى نفس الأخطاء و نفس الهزائم إذا لم تستخلصوا العبر مما حدث : على هؤلاء المترشحين الديمقراطيين المسكونين بحب السلطة أن يعطونا الوقت مستقبلا لترتيب الانتخابات و البحث عن ضمانات حقيقية لتوفير اقل قدر من عدالة بين المتنافسين ، فلا فائدة من الدخول في انتخابات إذا لم تكن عادلة و لا يمكن أن تكون عادلة في بلد تطحنه المؤسسة العسكرية و المافيات المنظمة من دون معارك كبيرة و ترتيبات محكمة و ضمانات حقيقية.

يكفي الانتخابات ما فيها من نواقص و عيوب فلا فرق بين صوت أستاذ في العلوم السياسية و عامل يدوي في بيته و لا فرق بين صوت مفتي بلد و مجرم مقام عليه الحد يوما قبل الاقتراع .. و لا يمكن أن تمول حملة انتخابية في بلدنا إلا إذا كنت مليارديرا و لا يمكن أن تكون مليارديرا إلا إذا كنت مفسدا أو تاجر مخدرات .. و لن تستطيع أن تقدم خطابا سياسيا مقبولا في هذا البلد إذا لم تجعل شيوخ القبائل رموزا وطنية مقدسة ، و رموز الفساد واجهة دعائية تدار نمرة النجاح بجهاز تحكم في أياديهم ، و عمليات تخريب الماضي تابوهات لا يتكلم عنها إلا مفلس سياسيا لا يستطيع دخول أكثر مدن البلد.

فماذا بقي من انتخابات شفافة و نزيهة يمكن الاعتماد عليه ليعطينا مرشحا أفضل ؟ و من ستعطينا غير طاغية مثل ولد عبد العزيز إذا فرطنا في القليل القليل المتبقي؟
مشكلتنا الآن أنه ليس من بيننا من يريد أن يسمع الحقيقة .. أو من يقبل بتحمل مسؤوليته في ما يعنيه منها .. أو من يريد أن يسمع غير حقيقة غيره و هذه حالة مرضية لا تطلع الحلول الجيدة من مناخها.

و إذا كانت الحقيقة الوحيدة المقبولة الآن هي أن هذا هو مستوانا فلا أقول إنه علينا أن نرضى به و إنما أن نفهمها على الأقل. لكنه علينا أن نفهم أيضا أن الحلول الجزئية المبنية على الفهم الجزئي لن تعطي إلا جزءا من الحقيقة لن يكون من العدل أن نطلب من الناس أن تسلم به؟
و في الأخير سيكون علي أن أقول لكم ـ و أنا واثق أن أحدا لن يستمع إلي ـ أن الأوان لم يفت بعد : ما زال باستطاعة مرشحينا الانسحاب من هذه الانتخابات المزورة في كل تفاصيلها و المهجنة لصالح ولد عبد العزيز الذي يقوم منذ عام كامل بحملة مفتوحة تستبيح كل شيء.

سيكون أسهل علينا أن نبرر موقفنا الآن ، فقد ارتكب ولد عبد العزيز كل المخالفات المحتملة ، من أن نشارك في انتخابات محسومة النتائج مسبقا لنعود إلى الشارع بعد تنصيب ولد عبد العزيز رئيسا شرعيا للبلد بكذبة ستكون مواجهتها أصعب.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!