التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:14:30 غرينتش


تاريخ الإضافة : 27.07.2009 13:56:18

فقراء الحي الساكن: أحلام بسيطة كبساطة أنماط العيش

سيدألمين رغم السنوات التي قضاها في الحي السكن فقد تجاوزته لجنة ترسيم الحي

سيدألمين رغم السنوات التي قضاها في الحي السكن فقد تجاوزته لجنة ترسيم الحي

يعيش محمود الله رفقة أسرته المكونة من 12 فرداً في كوخ وعريش قد أعياهما الزمن في منطقة الحي الساكن التي تُعدّ من أفقر أحياء الانتظار في العاصمة نواكشوط.

أحلام محمود الله وجيرانه بسيطة تماما كبساطة أنماط العيش في حيهم الفقير وأهمها حلم الحصول على تشريع قطع الأرض التي يقيمون فيها منذ سنين عديدة، والتي لم يفلحوا في الحصول على تشريعها رغم تعاقب الرؤساء والحكام والولاة منذ أن نزحوا بسبب الجفاف من البادية إلى هذا الحي الفقير.

الحق في السكن: حلم صعب المنال

هكذا يعيش  شباب وسكان الحي السكن في منطقة موبوءة فمن المسؤول؟

هكذا يعيش شباب وسكان الحي السكن في منطقة موبوءة فمن المسؤول؟

يقول محمود الله العائد لتوّه من عمله وسط العاصمة بصفته حمالاً للأثقال، وهو يتحدث بحرقة كبيرة، بسبب ما يسميه ظلما كبيرا وقع على حيّهم من قبل الدولة الموريتانية بسبب الفقر وانعدام الجاه عند ساكنته واللذين هما "الدينامو" المحرك لكل شيئ في هذا البلد للأسف الشديد - كما يرى -.

"لقد جاءتنا اللجان التي تعمل على تشريع القطع الأرضية في الحي الساكن، لكنهم رفضوا أن يشرعوا لنا هذه القطعة الأرضية التي نقيم عليها منذ 1994 والتي عليها ولد ثمانية من أولادي، وبالتحديد هنا داخل هذا الكوخ المتهالك، بدعوى أن هذه المنطقة ستكون مساحة عمومية في المستقبل، ومن أدرانا نحن قبل 15 سنة أن هذه القطعة الأرضية التي اخترنا الإقامة عليها ستكون ساحة عمومية.. أيّ عدالة هذه !! وإذا افترضنا صحة هذا الذي يدعونه، فلماذا لا يعطونا قطعة أرض بديلة، في حين وزعت العديد من قطع هذا الحي على غير المقيمين فيه أصلا!!؟

سيد ألمين ولد محمد فاضل، الذي يعمل على عربة يَجرّها حمار لبيع صهاريج المياه هو أحد جيران محمود الله، لا يعرف بالضبط السنة التي نزح فيها من البادية إلى الحي الساكن، لأنه لا يعرف السنوات والتواريخ كما يقول، لكنه يؤكد أن ذلك كان قبل المحاولة الانقلابية التي قام بها صالح ولد حننا.

يؤكد سيد ألمين أن لجان ترسيم الحيّ تجاوزته، لأنه يسكن في كوخ واحد صغير متهمين له بأنه جديد على المنطقة، في حين يؤكد بعض جيرانه أنه يسكن في هذا الكوخ منذ سنوات.
عندما سألنا سيد ألمين لماذا لا يشكو الأمر إلى السلطات الإدارية قال: لقد دخلت على الحاكم وعرضت عليه مشكلتي فلم يزد على أن قال لي: ماذا سأفعل لك أنا وأضاف بالحسانية:(ما شتكيت)، فماذا أفعل إذن سوى أن أشكو إلى الله.

الكهرباء والتشغيل.. مطالب جوهرية

خديجة وبعد أن شرعت لها الدولة قطعتها الارضية التي تقيم عليها منذ سنوات تحلم بتوفير الكهرباء والماء والتشغيل

خديجة وبعد أن شرعت لها الدولة قطعتها الارضية التي تقيم عليها منذ سنوات تحلم بتوفير الكهرباء والماء والتشغيل

خديجة بنت إطول عمرو، التي تعمل كبائعة خضر بالتقسيط، وتعيل من هذا العمل البسيط أسرتها المكونة من سبعة أفراد، تؤكد أن الدولة شرعت لهم قطعتهم الأرضية التي يقيمون عليها منذ1997، وعندما سألناها عن مطالبها ابتسمت قليلا وقالت بعد أن تجاوزنا مشكل تشريع القطع الأرضية والذي كان الهاجس الأول بالنسبة لنا بدأنا بالطموح بأساسيات الحياة الأخرى وأكثرها إلحاحاً بالنسبة لنا هوالكهرباء حيث نعيش ظلاماً دامساً طوال ساعات الليل، في حين يُعدّ استخدام الهواتف والتلفزيون أمورا نادرة في هذا الحي بسبب حرمانه من الكهرباء.
حفصة بنت امبارك التي تعمل كبائعة للكسكس بالتقسيط، تطرح مُشكل البطالة بصفته مشكلاً أساسياً لحيّهم الفقير، وتؤكد من جهتها أن سكان هذا الحي يعانون بطالة مزمنة، ومن يعمل منهم يعمل فقط في الأعمال اليدوية التي تُدرّ دخلا يوميا لايكفي لإعالة أُسرهم الفقيرة، فأغلبهم يعمل حمالاً أو على عربات المياه، ناهيك عن أن العديد من الأُسر التي تقطن في هذا الحي تعيلها نساء يعملن أساسا في بيع الكسكس، وبيع الخضروات بالتقسيط (أنجايَ).

وعموماً، فأحلام المواطنين ومطالبهم في الحي الساكن تبقى في دائرة الولوج إلى الخدمات الضرورية أو الأساسية للإنسان كالسكن والبطالة والكهرباء والماء، ومن النادر أن تجد منهم من يهتم بالأمور السياسية أو الترفيهية.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!