التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:00:40 غرينتش


تاريخ الإضافة : 06.08.2009 00:01:23

نص خطاب الرئيس الموريتاني المنتخب محمد ولد عبد العزيز بمناسبة نتصيبه رئيسا للجمهورية

الرئيس الموريتاني المنتخب محمد ولد عبد العزيز أثناء دخوله الملعب الأولمبي مساء اليوم حيث جرت فعاليات التنصيب (تصوير الأخبار)

الرئيس الموريتاني المنتخب محمد ولد عبد العزيز أثناء دخوله الملعب الأولمبي مساء اليوم حيث جرت فعاليات التنصيب (تصوير الأخبار)

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه الكريم
ـ مواطني الأعزاء،
ـ أصحاب المعالي والسعادة،
ـ السادة ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية،
ـ أيها السادة،
ـ أيتها السيدات،
في هذه اللحظات التاريخية، يسرني أن أهنئ الشعب الموريتاني على الانتصار الباهر الذي أحرزه يوم الثامن عشر يوليو 2009 من خلال انتخابات نزيهة وشفافة بشهادة الأجهزة المشرفة على الانتخابات و جميع المراقبين الوطنيين والدوليين.
لقد برهن الشعب الموريتاني من خلال هذه الانتخابات على نضجه وقدرته على تجاوز المحن وعَبر عن إرادة قوية و رغبة صادقة في الخروج من الأوضاع الصعبة التي يعيشها منذ عدة عقود.
ـ أيها السادة،
ـ أيتها السيدات،
في الوقت الذي أتسلم فيه مهام رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية فإن أول ما يخطر في بالي هو الأوضاع المزرية لآلاف الفقراء والمحرومين الذين يعلقون آمالا جسيمة على برنامجنا الانتخابي لنيل حقهم في التمتع بحياة تصون كرامتهم و شرفهم و تنسيهم ما عانوه من غم و سأم لفترة طويلة.
لهؤلاء أؤكد أنني لن أخيب آمالهم، لأنني جئت من أجلهم و لأنهم انتخبوني لأنهي مأساتهم. و أغتنم هذا الفرصة لأكرر أن ما التزمت به خلال الحملة الانتخابية و ما قلته لم يكن كلاما لاستقطاب الناخبين و إنما حقائق و وعودا سنفي بها بإذن الله في أسرع الآجال.
ـ أيها السادة
ـ أيتها السيدات
يوم الثامن عشر من يوليو الماضي طوى الشعب الموريتاني صفحة الفساد و الممارسات الضارة و فتح صفحة ستكون بإذن الله لامعة في تاريخ الدولة الموريتانية الجديدة.
و كما أوضحت إبان الحملة الانتخابية، فإننا نسعى بنية صادقة إلى بناء دولة قائمة على العدل و المساواة و القيم الجمهورية، ننعم في ظلها بالأمن و الاستقرار. و سنعمل بكل ما أوتينا من قوة من أجل القضاء على الفساد و مخلفاته. و سنحارب الذين طغوا في البلاد و أكثروا فيها الفساد إلى أن يتوبوا و يعودوا إلى الطريق المستقيم. "إن الله لا يحب المفسدين". صدق الله العظيم.
ـ أيها السادة
ـ أيتها السيدات
إننا سنسعى جادين إلى نشر و ترسيخ قيمنا الثقافية النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف و من ثراء حضارتنا العربية و الإفريقية. لهذا فإننا سنروي المنابع الثقافية التي كادت أن تجف بسبب الإهمال و عاديات الزمن. و في هذا الإطار ستلعب المحظرة و المسجد دورهما كمؤسستين أساسيتين في نشر العلم و المعرفة و الرسالة المحمدية. و سنعمل طبقا لما ورد في برنامجنا الانتخابي على تسيير موارد الدولة و استغلال ثرواتها بطريقة شفافة، معقلنة و مسؤولة خدمة لمصالح المواطن البسيط و الأجيال الصاعدة.
لذلك فقد وضعنا على رأس الأولويات إصلاح الإدارة لتطهيرها نهائيا من الممارسات السيئة و للرقي بها إلى المستوى المطلوب من حيث الخدمات و المصداقية. في هذا المجال بالذات سنولي عناية خاصة لإصلاح قطاع العدالة إيمانا منا بدور القضاء في فرض احترام القانون و هيبة الدولة و نشر السلم الاجتماعي.
و طبقا لمتطلبات واقع مجتمعنا و تلبية لطموحاته، فإننا سنركز على توفير الخدمات الصحية الضرورية للمواطنين في كافة مناطق البلد و سنزود المستشفيات بالمعدات الطبية التي لا غنى عنها حتى يكون العلاج في متناول المواطن البسيط.
و من أجل تدعيم ركائز الدولة، فإننا سنبذل الجهود التي تمليها ضرورة إصلاح نظامنا التربوي. و سنحدد ضمن الإصلاح المنتظر جملة من الأهداف منها تربية الأجيال الصاعدة تربية مدنية سليمة و الرفع من مستوى التكوين و ملاءمته مع حاجيات سوق العمل و متطلبات البحث العلمي في البلد.
إضافة إلي ذلك، سينصب عملنا على فك العزلة عن ولاياتنا الداخلية في إطار سياسة تهدف إلى إنشاء البني التحتية اللازمة لتنمية البلد. و بصفة عامة، فان القضاء على الفقر و أسبابه يمثل بالنسبة لنا هدفا يجب تحقيقه في أسرع الآجال. و سنقوم بكافة الجهود اللازمة لبلوغ هذا الهدف اعتمادا بالدرجة الأولى على مواردنا الذاتية ثم على التعاون مع شركائنا في التنمية. و في هذا الإطار، فإننا سنواصل الجهود المبذولة للحد من البطالة في صفوف الشباب كما سنشجع من خلال برامج هادفة انعتاق المرأة لتلعب دورا متميزا في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و في مكافحة الفقر.
أما في المجال العسكري و الأمني فسنقوم بإعادة تنظيم الجيش الوطني و قوات الأمن لتصبح قادرة على القيام بمهامها على أحسن وجه. و سنضع في الظروف الملائمة القائمين على الأجهزة العسكرية و الأمنية و العاملين فيها حتى يكونوا قادرين على تأدية مهامهم بجدارة و أمان و بطريقة مشرفة. و لن ندخر جهدا في محاربة الإرهاب و أسبابه ليظل مجتمعنا كما كان عبر التاريخ مجتمعا مسالما و متسامحا يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر.
ـ أيها السادة
ـ أيتها السيدات
إن سياستنا الخارجية ستقوم من الآن فصاعدا، على خدمة المصالح العليا للبلد في كافة المجالات. و في هذا الإطار سنعمل من خلال دبلوماسية فعالة و منتجة على تعزيز التعاون مع الدول الشقيقة و الصديقة. و سنبذل مع أشقائنا في المغرب العربي ما يلزم من جهود لبناء صرح المغرب العربي الكبير. وسنعطي العناية اللازمة للتعاون مع دول الجوار وتنشيط الحوار العربي الإفريقي و تعزيز علاقات التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي. و لا شك أن تحقيق السلام في العالم بصفة عامة و في الشرق الأوسط بصفة خاصة يبقى بالنسبة لنا هدفا يتطلب تضافر جهود المنظومة الدولية و الهيئات المعنية.
و مساهمة في بلوغ هذا الهدف النبيل، فإننا سنعمل باستمرار على دعم كل الجهود الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة و استرجاع كافة الأراضي العربية المغتصبة.
ـ أيتها السادة
ـ أيها السيدات
إن الحفل الذي يجمعنا اليوم ثمرة لجهود أطراف وطنية و دولية لولاها لما جرى تحضير و تنظيم انتخابات الثامن عشر يوليو في ظروف جيدة. و هنا، لا يسعني إلا أن أعرب عن امتناننا للأخ معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة و رئيس الاتحاد الإفريقي و إلي الأخ الأستاذ عبد الله واد، رئيس جمهورية السنغال على الجهود التي بذلاها بحكمة من أجل تنظيم انتخابات الثامن عشر يوليو. كما أتوجه بالشكر إلي الحكومة الانتقالية و إلى السيد با مامادو الملقب أمبارى الذي تولى خلال الأشهر الماضية مهام رئيس الجمهورية بالنيابة طبقا للدستور بكفاءة و إخلاص.
أشكر كذلك الدول الشقيقة و الصديقة و المنظمات الدولية التي ساهمت في خلق الظروف المناسبة لتنظيم انتخابات الثامن عشر يوليو. و أتوجه بالشكر أيضا إلي الأجهزة التي أشرفت على الانتخابات و إلي منظمات المجتمع المدني و المراقبين الوطنيين و الدوليين على ما بذلوه من جهود من أجل مراقبة سير الانتخابات.
و أخيرا، أشكر الفاعلين السياسيين الموريتانيين على روح التسامح والانفتاح التي تحلوا بها إبان الحملة الانتخابية. و لا يسعني هنا إلا أن أشيد بالجو العام الذي طبع الانتخابات و الذي تميز بالهدوء و احترام القانون.
(و ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب). صدق الله العظيم.
عاشت موريتانيا ديمقراطية، مزدهرة و خالية من الفساد والمفسدين.
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته".


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!