التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:14:30 غرينتش


تاريخ الإضافة : 08.08.2009 12:34:12

مخيم الفتاة الرابع: أيام تحصيل في أشهُـر التعطيل

تجد الفتيات في مثل هذه الأنشطة متنفسا بعد عام دراسي مرهق (تصوير "الأخبار")

تجد الفتيات في مثل هذه الأنشطة متنفسا بعد عام دراسي مرهق (تصوير "الأخبار")

"خرجت لتوي من امتحانات الدورة الثانية للباكلوريا ودخلت هذا المخيم. تعجبني المخيمات ولذلك لم أفوت فرصة إلا وشاركت فيها، وهذه هي مشاركتي السادسة". هكذا لخصت توت بنت الناجي (15 سنة) والتي تشارك في المخيم الرابع لجمعية الفتاة في موريتانيا رؤيتها لمثل هذه الأنشطة الصيفية.

"في المخيم-تضيف بنت الناجي- أستفيد الكثير وأقيم صداقات جديدة. صباح هذا اليوم شاركت في ألعاب عدة منها لعبة "شد الحبل" ولعبة "الكرسي" وألعاب أخرى كثيرة، وفد فزت مع "أسرتي" داخل المخيم بجائزتين حتى الآن وسنحصد المزيد إن شاء الله".

إحدى الورشات داخل المخيم (تصوير "الأخبار")

إحدى الورشات داخل المخيم (تصوير "الأخبار")

وعلى غرار بنت الناجي، لا تخفي تبراك بنت البو (23 سنة)، القادمة من السعودية، سرورها لوجودها بين 120 فتاة يشاركن في هذا المخيم الصيفي الذي انطلق بحضور رسمي الأربعاء الماضي في مباني ثانوية البنات بنواكشوط. "لقد استفدت كثيرا من الفترة التي أمضيت من المخيم حتى الآن، لم أشارك من قبل في نشاط كهذا. وعندما علمت بهذا المخيم استبشرت به وقررت المشاركة" كما تقول.

"فتاة اليوم رائدة الغد"

تحت هذا الشعار تنظم جمعية الفتاة للتوعية ومكافحة التسرب المدرسي مخيمها الصيفي، وذلك بعد أن دخلت موريتانيا في العطلة الصيفية، وبدأت العائلات في التفكير في الوجهة التي ستتجه إليها للاصطياف. وبينما تفضل الكثير من العائلات الميسورة الاصطياف خارج البلاد تكتفي الأسر الفقيرة والمتوسطة الدخل -لأسباب اقتصادية- الاصطياف داخل البلاد حيث أجواء الخريف تحت الخيام.

ولملء الفراغ الذي يصاحب العطلة تحاول جمعيات ثقافية وشبابية إقامة مخيمات ومحاضرات وندوات. كانت هذه المحاولات تواجه مصاعب في البداية، لكن القائمين على هذه الجمعيات يؤكدون أن الإقبال عليها بدأ يكثر، وأن الشباب الموريتاني بدأ يدرك دورها ويحرص على الاستفادة منها.

"أجواء مختلفة"

ميمونه تنجذب إلى الجو الأخوي والطابع الترفيهي بالمخيم  (تصوير "الأخبار")

ميمونه تنجذب إلى الجو الأخوي والطابع الترفيهي بالمخيم (تصوير "الأخبار")

تحرص بنت البو، كما تقول، على تحقيق أهداف محددة رسمتها لنفسها. وتعرب، على نحو خاص، عن اهتمامها بمقررات القرآن والحديث التي تلزم إدارة المخيم المشاركين بحفظها. "ومن ثم أنقل صورة عما أجده داخل المخيم لصديقاتي وأهلي، كما أن المخيم من جهة أخرى فرصة لربط علاقات مع صديقات أخر والاستفادة من خبراتهن وتجاربهن" كما تضيف.

ميمونة بنت إسلم (16 سنة) ترى في مثل هذه الأنشطة فرصة جيدة "لتغيير الجو الذي طبع السنة الدراسية" معربة عن ارتياحها لما تعتبره "الجو الأخوي الذي يجمع فئات مختلفة ومستويات متعددة" حسب قولها.

وتردف ميمونة "هذه أول مشاركة لي في مخيم صيفي. وما أعجبني فيه هو الجو الترفيهي الذي يطبعه. لقد دخلته وأنا أتصور أنه محكوم بجدية زائدة وضبط صارم، لكن الصورة كانت مغايرة لما تخيلته، إذ عشنا جوا ترفيهيا، وكانت روح الفكاهة تطبعه بطابعها الخاص" حسب وصفها.

غير أن ميمونة تأخذ على المخيم تأخر اختتامه المسائي "فالدوام يستمر حتى السابعة مساء، وهو وقت متأخر قليلا بالنسبة لمن سيذهب لوحده ولن يأتي أهله لاصطحابه".

آن: أسعى لاكتساب مهارات جديدة (تصوير "الأخبار")

آن: أسعى لاكتساب مهارات جديدة (تصوير "الأخبار")

وتدعو ميمونة صواحبها إلى المشاركة في المخيمات مؤكدة أنها "تشكل تنويعا وكسرا لروتين الحياة، وفرصة لاكتساب مزيد من الخبرات والقدرات" كما أنها فرصة "لأخذ نفس جديد قبل العام الدراسي الجديد" كما تقول.

أما مريم آن (16 سنة)، والتي تشارك للمرة السادسة في مثل هذه الأنشطة، فترى أن تجربتها مع المخيمات دفعتها لعدم تفويت أي فرصة للمشاركة فيها، وهي تعيد الكرة اليوم على أمل أن تكتسب "مهارات جديدة وتقيم علاقات متميزة وتستفيد من تجارب ومهارات صواحبها".

"أداة للتكوين"

بنت ابوه: الفتاة الموريتانية متعطشة للأنشطة الصيفية (تصوير "الأخبار")

بنت ابوه: الفتاة الموريتانية متعطشة للأنشطة الصيفية (تصوير "الأخبار")

جمعية الفتاة للتوعية ومكافحة التسرب المدرسي، كما تقول أمينتها العامة تتو بنت ابوه، تضع أهدافا تود تحقيقها من خلال الأنشطة التي تقيمها عموما والمخيمات خصوصا. وتحرص الجمعية على "تكوين شخصية قادرة على المساهمة في بناء الوطن، وإبراز المواهب والقدرات التي تمتلكها الفتيات، والتي يقتلها النسيان ويقضي عليها التجاهل"، هذا فضلا عن "تشجيع روح التميز وتنمية التعايش بين الفتيات، وإتاحة فرصة لهم للاستفادة من تجاربهم" كما تقول بنت ابوه.

وترى بنت ابوه أن جمعيتها استفادت من تجربتها حيث نظمت قبل ثلاث سنتين في مقرها المركزي "مخيما تجريبيا" اكتشفت من خلاله تعطش الفتاة الموريتانية لهذا النوع من الأنشطة. وتشير إلى أن الأسرة الموريتانية باتت ترى في مثل هذه الأنشطة فرصة جيدة لقضاء العطلة، "فهي تملأ الفراغ بما يفيد ويمتع".

ولا تكتم الأمينة العامة لجمعية الفتاة إدراكها لكون الأرياف الموريتانية تحتاج أكثر من غيرها إلى المخيمات الصيفية غير أن الظروف المادية، كما توضح بنت ابوه، تقف في وجه الرغبة في الوصول إلى تلك الأوساط.

وبشأن الدعم الحكومي لهذه الأنشطة الصيفية تشير بنت ابوه إلى علاقات تربط جمعيتها بالوزارات ذات العلاقة بمجال اهتمامها، وخصوصا وزارة الثقافة وشؤون المرأة ووزارة التهذيب. لكن المشكلة –كما تشكو بنت ابوه- هي غياب المؤسسية في الإدارة الموريتانية. "الأمر يعود للأفراد، وقد يتعاون معك الوزير مثلا، لكن المحيطين به يمانعون. كما قد يحصل العكس".


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!