التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:06:45 غرينتش


تاريخ الإضافة : 09.02.2008 15:04:53

قتل محمدو ولد محمد محمود وأغلق متجره!!

ما كان يوما "متجرا" لمدرس القرآن: محمدو ولد محمد محمود وقد أغلق للمرة الأخيرة

ما كان يوما "متجرا" لمدرس القرآن: محمدو ولد محمد محمود وقد أغلق للمرة الأخيرة

اليوم السبت 10/02/2008 أعاد ثلاثة من المتهمين بقتل الشيخ محمدو ولد محمد محمود "تمثيل جريمتهم" - بعد أن نفذوها حقيقة قبل أسبوع- على مرأى ومسمع من عشرات المواطنين دون أدنى خجل من عار دنس وطنا وأحرق أكبادا وأجاع بطونا.
سكان المنطقة الأكثر ساكنة من بين أحياء بلدية عرفات تواجدوا بكثرة في محيط الجريمة وشاهدوا بدهشة عملية تمثيلها.
كل الأطفال الذين حضروا توقعوا أن يموت آباؤهم بنفس الطريقة.. وكل الأمهات توقعن فقد أزواجهن على هذا النحو .. كل الرجال والنساء خالوا أن ميتون بهذه الفظاعة !! لا أحد سلم من الخوف أو لم يتمن أن يموت بصيغة مختلفة.. حتى "الجناة الممثلون" رغم "تماسكهم" الظاهر!!
متجر محمد و ولد محمد محمود فتح لفترة قصيرة (باعتباره مسرحا!!) ثم أعيد إغلاقه.. على أكياس قليلة من بضائع هجرها زبناؤها بعد ما غيبت ربها سكاكين غدر لم تحترم شيخوخة ولا رعت إلا في مدرس صبيان "عطلوا عن ألواحهم"، قسرا بغيابه ..تماما كما عطلت أرزاق آخرين كان عائلهم .. "أبكاهم الدهر بالفقر من بعده" أغلق الحانوت المتواضع مرة أخرى على عشرات الأسئلة.. لا تنتظر إجابات ..
لأي شء قتل محمدو؟ ألأجل أكياس الدقيق التي لا تساوي ثمن السكين الذي طعن به، بل لا يقارب عددها عدد الطعنات في ظهره المنحني بفعل "كر الجديدين"!!
لأي شيء يدفع الناس حياتهم هنا هدرا ؟؟.. لم ينضموا قط إلى تنظيم سياسي.. ولم يتسموا "مناضلين" يوما من الأيام .. لم "يجاهدوا" إلا من أجل مبدأ واحد اسمه: الحق في العيش الكريم .. ولم يقتنعوا سوى بفكرة واحدة هي: أن عليهم، بحكم الدين والواقع، إعالة أكباد حرى كانوا سببا في خروجها إلى الحياة.
"قتل محمدو ولد محمد محمود" .. وغاب عن متجره المتواضع وعن ألواح تلامذته وعن فلذات كبده .. هذه هي النتيجة المحققة.. والمحقق أن القضاء والشرطة الموريتانيين سيتوصلان إليها .. لكن بعد أن توصلت بها الألواح والحانوت وفلذات الكبد... ولات حين متوصل!! من قام بالجريمة؟ ولماذا .. ما هي دوافعه؟
"قتل محمدو ولد محمد محمود" وغاب عن ألواحه وصغاره وحانوته.. سيفتح الحانوت ويقرأ الأطفال ..سيجد الصغار من يتكفل بهم ولو بعد حين..لكن هذا لن يطفئ لوعات أطفال وألواح وحوانيت تخاف على القائمين عليها أن يفجأهم "شباب" لم يجدوا من يتكفل بهم.. بل ربما عانوا نفس المصير على أيدي آخرين قبل!! "سلوم با" (الملقب الأحرش)- "ماء العينين" - "ولد ابيبو" هؤلاء هم الأداة التي طعن بها الظهر المحدودب ذات ضحوة على حين غفوة من "ضمير" و"صحوة من هستيريا إدمان" مخدر أو سيجارة ربما!!
من قتل محمدو ولد محمد محمود ؟ ولماذا؟ ما هي دوافعه؟
من يملك إجابة عن هذه الأسئلة ؟ ربما لا أحد.. بل قليلون هم الذين يطرحونها أنفسهم في وطن ضاعت قيمه وتاريخه وناسه .. ضاع وطنه.. بل ضاع به الضياع ذاته!!


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!