تحت وميض كثيف من فلاشات المصورين الصحفيين في فندق قصر الإمارات بأبوظبي، وقع المندوب العام لترقية الاستثمار الخاص الموريتاني، محمد عبد الله ولد إياها مع المهندس صلاح الشامسي، رئيس مجلس إدارة شركة القدرة القابضة، مذكرة تفاهم حول قيام الشركة بمشاريع في موريتانيا في مجال الصيد البحري والعقارات والسياحة والزراعة.
المندوب الموريتاني، الذي تناول الكلام بعد أن أعرب عن ارتياحه لكثافة التغطية الإعلامية، قال في كلمته، التي تميزت بالانسيابية، وعكست قدرته الخطابية: إن النظام السابق كان يهدف في سياساته العامة إلى تكريس بقائه في السلطة، دون التفكير في ترقية البنى التحتية والمستوى المعيشي للمواطنين، وأن السياسة التي انتهجتها الحكومة منذ ثمانية أشهر توفر بيئة مثالية للاستثمار الأجنبي، بما فيها التسهيلات والقوانين المشجعة. كما تحدث عن القدرات الهائلة لموريتانيا في مجالات كالصيد البحري والزراعة، بالإضافة إلى فرص النفط والمعادن والبنية التحتية.
أما صلاح الشامسي، الذي يشغل أيضا منصب رئيس غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي، فقال إن سعادة محمد عبد الله ولد إياها، أقنعه بالاستثمار في موريتانيا خلال لقاء ضمهما في المغرب، بعد تجربة غير سارة له في موريتانيا. وأضاف أنه سيرسل مدير فرع الشركة في المغرب إلى موريتانيا لاستطلاع الفرص التي يمكنهم الاستثمار فيها.
أما في قاعة "البالروم" بنفس الفندق حيث عقد مؤتمر أبو ظبي الاقتصادي ما بين 2-4 من الشهر الجاري، فقد شاركت موريتانيا في المعرض المصاحب بمنصة، ووزعت المندوبية نشرات تشرح الفرص الاستثمارية في موريتانيا، ولم يستطع ولد إياها، إجراء لقاء صحفي معنا بسبب كثافة جدول لقاءاته حيث حظي الجناح الموريتاني بإقبال من رجال الأعمال من السعودية وقطر والإمارات للاستفسار عن الفرص المتاحة في موريتانيا.
تجدر الإشارة إلى أن شركة القدرة القابضة، التي عرفها الموريتانيون من خلال برنامج "أمير الشعراء"، هي شركة مساهمة خاصة أنشئت في أبو ظبي قبل ثلاث سنوات بهدف استغلال فرص الخصخصة التي انتهجتها حكومة أبو ظبي، حيث استثمرت في مختلف القطاعات، وقد حققت أداء جيدا خلال فترة وجيزة بسبب الدعم الحكومي، مما أهلها إلى التوسع الخارجي، وأعطاها مصداقية على مستوى المنطقة. وينوي مجلس إدارتها، المكون من رجال أعمال بارزين، تحويلها إلى شركة مساهمة عامة، وإدراجها في سوق أبو ظبي لأوراق المالية في المستقبل القريب.