طغى على اهتمام الصحف الموريتانية الصادرة اليوم الخميس 22 أكتوبر 2009 مواضيع الأحواض الناضبة التي تحدثت مصادر إعلامية عن عزم السنغال بعث مشروعها الذي وأده الرئيس الموريتاني الأسبق ولد الطائع، إضافة لأزمة الحزب الحاكم والإجراءات المتخذة بحق "المتمردين"، وكذا موضوع الاعتقالات التي أو التوقيفات التي عرفها الجيش الموريتاني خلال الأيام الماضية.

يومية الفجر:
رأت في عنوان عريض على صدر صفحتها الأولى أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالتزامه الصمت كل هذا الوقت عن "أزمة الأحواض الناضبة، يكون قد عكس الاجراء الصارم الذي اتخذه ولد الطائع لمواجهتها، وكتبت الصحيفة "ولد الطائع يومها رأى في تنفيذ ذلك المشروع هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه معتبرا أن أن السماح به تفريط في سيادة البلاد ومصلحتها وتىعب بمستقبلها ومواردها المائية".

وأضافت اليومية "...موقف ولد الطائع لم يتزحزح عنه رغم كل الوساطات والجهود التي بذلتها أطراف عديدة إفريقيا وعربيا ودوليا".

ورأت اليومية أن "المشروع السنغالي الضخم يهدف حسب مهندسين وباحثين سينغاليين إلى نقل مياه النهر السنغال إلى وديان جافة "ميتة" محاذية للضفة وذات امتداد في العمق السنغالي، ويهدف هذا المشروع حسب دراسة سنغالية متخصصة تم الكشف عنها نهاية التسعينات إلى الاستفادة وبأقصى الإمكانيات المتاحة من مياه نهر السنغال لإمداد وديان وقرى ومدن سنغالية بالمياه لخلق تنمية زراعية مندمجة على طول الضفة".

ورأت يومية الفجر في ختام موضوعها الرئيسي أن "ولد عبد العزيز لن يكون أمامه في النهاية سوى خيار واحد فقط، هو التدخل لدى الرئيس واد لثنيه -ولو مؤقتا- عن المضي قدما في تنفيذ المشروع، وإقناعه دبلوماسيا بعدم إيقاظ الفتنة النائمة".

كما أكدت أن الوقت "ليس في صالح الجانب الموريتاني الآن، فالسنغاليون حزموا أمرهم ومشكلتهم الآن لا تتجاوز البحث عن تمويلات يظهرون تفاؤلا كبيرا بإمكانية تحصيلها قبل أن يرتد إليهم طرفهم، ووزيرهم المكلف بالبيئة والمعني بالمشروع (جيبوكا) ليس صديقا لموريتانيا كما يقول العارفون به وبتاريخه السياسي".

وفي موضع أزمة الحزب الحاكم رأت اليومية أن "توقيت الصراع الحالي خاطئ بكل المقاييس، فالأزمات تعصف بالنظام الحالي وبالبلاد كلها، والدوائر الحكومية تعيش هزات وفضائح ذات صلة بالفساد الذي ينخرها، والمواطنون في ضائقة مالية عاصفة وأزمة كبرى مع السنغال تطل برأسها عبر بعث مشروع الأحواض الناضبة".
وكتبت "سيظل الغموض يلف مصير الحزب ومستقبله السياسي إلى أن ينقشع غبار المعركة الدائرة الآن بين الرؤوس الكبيرة داخله، والتي ربما تعكس وجها آخر لصراع خفي يدور على رأس هرم السلطة الحالية في البلاد".

يومية الأمل:
تحدثت في موضوعها الرئيس عن الاعتقالات التي يعرفها الجيش مؤكدة أن "السلطات تعتقل قائدا ورائدا في الجيش" مرجحة أن يكون سبب الاعتقالات "اختفاء بعض الذخائر من المنطقة العسكرية السادسة قبل نحو سنتين، حيث تابعت السلطات الأمنية العسكرية ضابط صف في إطار هذا الملف ليتم العثور عليه خلال الأسابيع الأخيرة وهو يمارس التجارة، وقد أوقفت السلطات العقيد المذكور في إطار مجريات التحقيق حول الملف لأن هذا العقيد كان يعمل إبان اختفاء هذه الذخائر في المنطقة العسكرية السادسة، كما هو نفس حال الرائد الذي تقرر إيقافه هو الآخر في إطار نفس الموضوع".

كما رأت اليومية في موضوع آخر متعلق بالشركة الفرنسية "توتال" أن الأخيرة حفرت بئرا نفطيا في منطقة "تاودني" كي تحول بين الأمريكيين والمنطقة، مؤكدة أن المنطقة تعرف سباقا بين الدولتين منذ العام 2003- 2004، وأن "مدير شمال إفريقيا لشركة توتال جان افرانسوا آريكي زار نواكشوط والتقى الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأعلن عن بدأ توتال فورا حفر أول بئر نفطية في البر الموريتاني في منطقة تاودني بالمقطعين 7-8 وذلك لكي يسبق شركة نفطية أمريكية أعلنت في بداية يوليو الماضي عن نيتها القدوم إلى موريتانيا والقيام بعمليات تنقيب في المنطقة".


يومية أخبار نواكشوط:

ركزت في موضوعها الرئيس على ما بات يعرف بقضية "إسلمها" ونشرت استغاثة للسيدة الموريتانية المعتقلة في إسبانيا، والتي حكم عليها القضاء الإسباني بالسجن سبع عشرة سنة، طالبت في الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالتدخل لوضع حد لمعاناتها، مؤكدة أنها تعرضت "لمؤامرة من جيرانها الإسبان الذين كانت تثق فيهم كامل الثقة، فاستغلوا براءة ابنتهم ليحيكوا لهم تلك المؤامرة ويزجوا بهم في السجون ويشنوا عليهم حملة إعلامية مغرضة".


يومية السراج:
ركزت على أزمة الحزب الحاكم متسائلة هل هي "صراع في الحزب أم في هرم السلطة"، وكتبت اليومية "الأزمة السياسية التي يعيشها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية كشفت عن تباين واسع النطاق بين قادة وأنصار حزب السلطة إلى درجة بدا معها التعايش بين تيارات متصارعة يجمعها الولاء الشخصي والمصلحي للرئيس محمد ولد عبد العزيز أمرا بالغ الصعوبة".
ورأت اليومية أن "ما يخشاه مراقبون للوضع السياسي أن يكون الخلاف بين الرجلين (ولد محمد الأمين رئيس الحزب والسناتور محسن ولد الحاج) المقربين جدا من رئيسي السلطة في البلد الجنرالين محمد ولد عبد العزيز ومحمد ولد الغزواني بداية خلاف بين القادة الفعليين للمشهد السياسي والأمني في البلاد".

يومية الأخبار:
تساءلت عن التسوية التي سيتم بها التغلب على "أزمة الحب الحاكم" في البلاد، قائلة "العقاب... أم التوبة غموض في الإجراءات المزمع اتخاذها ضد الخارجين على نصوص الحزب الحاكم في موريتانيا".

ونقلت عن مراقبين قولهم "إن التعتيم على أزمة من هذا الحجم يكشف عن وجود أجندة أكثر تعقيدا على طاولة البحث وسلم الأولويات بالنسبة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في الوقت الراهن، بينما يسعى الحزب إلى أن يتجنب ردات الفعل القوية وهو لا زال في مقتبل العمر، خوفا من تأثره بعمليات شد الحبل التي يمارسها كثيرون".

كما كتبت اليومية عن "القمة المصغرة" بين رؤساء منظمة استثمار نهر السنغال، وسمتهم "زعماء النهر"، وقالت "يتوقع أن يشارك رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز إلى جانب نظرائه السنغالي والمالي والغيني في قمة مصغرة بمالي مطلع شهر نوفمبر القادم" مضيفة "ينتظر أن يبحث الزعماء في اجتماعهم بمالي قضايا تتعلق بالمصالح المشتركة خصوصا مع عودة الحديث مجددا عن مشروع السنغال لتغذية (الأحواض الناضبة)".

يومية بلادي:
اقترحت في افتتاحيتها حلا لمشكلة القمامة في نواكشوط، رغم أنها إحدى المشاكل المستعصية في العاصمة، الحل المقترح من اليومية، رأى كاتبه أنه "لا يمكن أن يتوصل إليه إلا عقل خارق الذكاء مثل عقل العبد الفقير إلى ربه، وأقرب هذه الحلول –تضيف الصحيفة- وربما أنجعها حل مستوحى من الأحداث اليومية والمتغيرات على هذا الكوكب المضطرب، فمع تفشي وباء انفلونزا الخنازير قررت بعض الدول التخلص من هذا الحيوان الكريه الذي عادة ما يقتات على القمامة، وبدلا من إبادة هذه الخنازير وحرقها هناك تستطيع دبلوماسيتنا المعروفة بدينامكيتها استجلابها حية فنتقاسم معها حالة الجوع التي نعاني منها، ثم نطلقها في شوارعنا فتلتهم ما فيها من قمامة، فننعم بمدينة نظيفة وربما نحصل على جوائز قيمة من منظمات حماية البيئة بعد أن عزت الجوائز في الميادين الأخرى.
قد يقول قائل إن الخنازير ستحمل لنا فيروسها، فليكن فهو أقل خطرا من ملايين الجراثيم والفيروسات التي تنشرها القمامات، ثم إن الخنازير بالنسبة لنا حيوان نجس ولن نختلط به أو نقترب منه أبد".

يومية الشعب "الحكومية"
نشرت تحقيقا مطولا عن حملة مكافحة الجراد، قائلة إن الرئيس أعطى للحكومة أوامر باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمواجهته، وأن الأخيرة طبقت الأوامر، وعن المعطيات الميدانية رأت اليومية "أن مجاميع الجراد المتواجدة على عموم التراب الوطني، والتي شهدت تزايدا تدريجيا لم تمثل هدفا قابلا للمكافحة إلا منذ نهاية شهر سبتمبر وبداية الشهر الحالي، مما ولد بداية ظهور فورة جراد، هذه المجاميع ذات الغالبة المجنحة إما أنها قد أتمت وضع البيض أو جاهزة لذلك مما يشجع ظهور حالات فقس جديدة وتجمع لليرقات".

ونقلت اليومية الحكومية على لسان مدير المركز الوطني لمكافحة الجراد قوله "إن السلطات المعنية وضعت خطة عمل لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي تأخذ بعين الاعتبار جميع التطورات المحتملة للجراد".
كما "أشار المدير إلى أن خطة العمل تمنح الأولوية في الوقت الحالي لجمع المعلومات والتحريات اللازمة لرصد وتقييم نوعية وحجم التدخلات التي تكفل القضاء على هذه الحشرات الضارة".