برور أو محمد ولد محمود اسم يقترن بفن "المدح" ذلك الفن الذي يقوم على تأدية بعض الأشعار الشعبية المادحة للنبي صلى الله عليه وسلم بطريقة غنائية خاصة يصاحبها ضرب الطبل، تلقى برور هذا الفن عن طريق مداحين مشهورين ووهب نفسه لممارسته لأنه كما يقول "فن يقوم على تعظيم لنبي صلى الله عليه وسلم وتمجيده"

ابرور المولود سنة 1957 بدأ المدح منذ أوائل السبعينات ولا يزال يمدح حتى اليوم ويقيم المهرجانات المديحية وحتى في الفترة التي كان فيها لاعب كرة قدم في فرق مشهورة في مدن الشمال لم يترك المدح.

الأخبار قابلت المداح ابرور وحاورته حول مشواره الفني وحول خصوصية فن المدح وعلاقته بالفن الموريتاني.

نص المقابلة:

الأخبار: متى بدأت مشوارك في المدح وكيف اكتشفت موهبتك

ابرور : أنا بدأت مشواري بداية السبعينات وفي الحقيقة لم أكتشف موهبتي بل اكتشفها الناس فأنا كنت أعرف بعض المداحين وألتقي بهم والوالدة كانت تمدح أحيانا ولكنها لم تكن صاحبة موهبة متميزة لهذا بدأت أمدح والناس أعجبوا بمدحي وتلقيت تشجيعا من بعضهم ولكن الذي شجعني أكثر هو أنني قررت أن أهب نفسي لمدح النبي صلى الله عليه وسلم.

كما كان هناك مداحون كبار كانوا يعطونني عناية في بداية مشواري وأمدح معهم من أمثال ابب ولد الحيمر ومحمد ولد احمين السالم ومحمد ولد عيسى هؤلاء كانوا يعطونني عناية أكثر من أقراني من المداحين الشباب حين ذاك.

لهذا واصلت المدح ولم أتركه حتى في الفترة التي كنت فيها لاعب كرة قدم في فرق مشهورة في ازويرات وأطار (نجم الشمال في ازويرات من 1973 – 1984 والتقدم في أطار من 84 – 86 ).

الأخبار: ومتى بدأت المشاركة في المهرجانات وتسجيل أشرطة المدح؟


ابرور: أول مهرجان شاركت فيه للمدح كان في أطار في الثمانينات وتبعه عدة مهرجانات أخرى أما أول شريط فقد سجلته سنة 1981 للإذاعة ثم سجلوا لي عدة مشاركات في المهرجانات وكذلك التلفزة ولا زلت أحضر مهرجانات المدح وآخرها الذي أقيم في أطار مؤخرا وحضره المداحة من مختلف الولايات كما أنني أقوم أنا شخصيا بجولات في المدن وأقيم حفلات مدح والآن أنا عائد من جولة في مدن كيفة وكيهيدي ونواذيبو حيث أقمت حفلات مدح.

الأخبار: هل أقمت حفلات خارج موريتانيا؟

ابرور: لقد شاركت في مهرجان في مدينة لعيون المغربية وسجلت شريطا للتلفزيون المغربي وكانوا حريصين على أن أسجل لهم حتى أنهم مددوا تأشرتي بشهر حتى يسجلوه.

الأخبار: كيف يختلف المدح عن الفن الموريتاني العادي (أزوان) ؟

أبرور: من ناحية المقامات لا توجد فروق فالمدح فيه نفس (اظهوره) أو المقامات الموجودة في أزوان فالمداح يبدأ في " أنكري" (الفاتحة الفنية) وبعد ذلك يمر بكر وسيني وبقية اظهوره على نفس الترتيب الموجود في أزوان وكل ظهر لديه "لكرز" التي تقال فيه.

أما ما يختلف فيه المدح عن أزوان فهو أن المدح خاص بأمداح النبي صلى الله عليه وسلم وهو شرف كبير له.

الأخبار هذه لكرز التي تقال في المدح من هو قائلها؟

ابرور: في الحقيقة هذه لكرز نحن لم نتلقها بطريقة منقحة ولا نعرف من هو قائلها فقط نتلقاها عن آبائنا بطريقة شفوية.

وفي أحد المهرجانات في تجكجة حاول الصحفيون التحقق من نسبة بعض لكرز إلى أحد الشعراء الشعبيين المشهورين بنسبة "اكرز" المدح إليهم وهو مبروك أهل انديشو والذي يلقب ببوصيري الحسانية لكنهم لم يجدو من يستطيع إثبات أن هذه لكرز له.

ومن ناحية أخرى لا بد من تنقيح هذه لكرز من خلال الثابت في السيرة والغزوات فالمدح عبادة ولابد من تنقيحه من طرف الفقهاء فبعض لكرز تتضمن معلومات غير صحيحة مثلا في إحدى لكرز تافلويت تقول امش النبي ماش يقرا وهذا غير صحيح فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يتعلم وهناك رواية أصح تقول امش النبي ماش في الهحرة.


الأخبار: بالنسبة لك أنت هل تتجنب المدح بهذه الكرز أو التيفلواتن التي تتضمن معلومات غير صحيحة؟


ابرور: نعم أنا لا أمدح بهذه التيفلواتن لأني لا أريد أن أمدح بمعلومات غير دقيقة، وأول مرة أتنبه لذلك كانت في بداية الثمانيات حين أجرى معي الصحفي بالإذاعة الشيخ ولد البار مقابلة وكان معنا محمدن ولد سيدي إبراهيم وفي نهاية المقابلة قال لي أريد منك أن تختار لنا أفضل مدحة بالنسبة لك وتقولها للمستمعين في نهاية هذه المقابلة فاخترت مدحة "النيل" وحين أتيت على التافلويت التي تقول: "يوكي الا انحجوا بحر النيل" نبهني بعد تأدية المدحة إلى أن هذه التافليوت غير مستقيمة المعنى فالنيل لا يحج إليه وهو نهر وليس بحر، ومنذ ذلك الحين قررت أن لا أمدح إلا بما أتأكد أنه صحيح.

الأخبار: بعض المداحة مدحوا مع الفنانين (مثلا العيدات والنعمة بنت اشويخ) هل يمكن أن يؤدى المدح من خلال أزوان وآلاته الموسيقية أم أنه لابد له من الطبل وطريقته الخاصة؟

ابرور: العيدات مداح وليس مداحا أقصد انه لديه بعض لكرز يؤديها بطريقة جيدة ولكن ليس كل المدح أما الفنانين فهم لا يعرفون المدح ولم يهبوا أنفسهم له باستثناء الفنان محمد ولد شغال وهم في الحقيقة عندهم طريقتهم في أزوان ولكن المدح عنده أهله الذين يعرفون وحدهم طريقة تأديته.

أما بالنسبة للآلات فالمدح أفضل مع الطبل لأنه بنمطه ذلك يقدم الفوائد للناس الذين يستمعون إليه كما أنها هي الطريقة التقليدية وهناك أناس يختصون فيها.

الأخبار: وهل يمكن أن يؤدى المدح على النمط الغنائي الحديث وهل تدعو لتجديده؟

ابرور: بالنسبة لذلك النمط أنا لم أر من يؤدي المدح من خلاله أنا لا أعرف إلا المدح على الطبل أو أحيانا قليلة بعض الفنانين يؤدون المدح على القيثارة؟

الأخبار: هل تدعو لكتابة اكرز جديدة ؟

ابرور: في الحقيقة لكرز القديمة تحفظها الناس ومألوفة لديهم وقد كتب فيها الكثير فهي مجال واسع فيكفي أن تنقح أما كتابة اكرز جديدة فلا أدعو لها لأنها لن تكون كثيرة الكيفان.

الأخبار: هل تستمع للموسيقى الأخرى وما ذا تفضل منها؟

ابرور: في الحقيقة أنا لا أستمع إلا لأشرطة المدح فانا وأخي هذا (يشير إلى أخيه الحاضر أثناء المقابلة) لا نلتقي إلا على المدح ولا نستمع إلا للمدح وأخي يحب المداحة ولا يسمع بواحد منهم إلا ذهب إليه واستمع لأمداحه.

: الأخبار: ما ذا عن حياتك العائلية؟

ابرور: أنا متزوج وأب لستة أطفال ثلاثة ذكور وثلاث إناث

الأخبار: هل تحب السياسة أو تشارك فيها؟

ابرور: لا لا أنا لا أحب السياسة وليست لي أي مواقف سياسية ولا تستهويني أصلا

الاخبار: شكرا جزيلا

ابرور: شكرا جزيلا