قال أحمد ولد صمب القيادي في الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية وعضو حزب التحالف الشعبي التقدمي (الذي يرأسه مسعود لد بالخير) "إنهم في الجبهة والتكتل سجلوا حتى الآن خروقات كثيرة قامت بها السلطات الموريتانية منذ انطلاقة الحملة الانتخابية الممهدة لتجديد ثلث مجلس الشيوخ قبل أسبوع من الآن".

وأضاف ولد صمب في مقابلة مع وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة "إن الخروقات التي تم تسجيلها تمثلت في ممارسة ضغوطات كبيرة علي المستشارين علي مستوي عال من طرف الدولة لحمل بعضهم علي اختيار لائحة معينة".

وقال ولد صمب " نحن في الجبهة والتكتل واثقون من النجاح في كل دائرة من الدوائر التي تقدمنا بالترشح فيها، وذلك لأننا رشحنا باسم الجبهة والتكتل في المناطق التي نحن واثقون من الفوز فيها."

وهذا نص المقابلة:

الأخبار: بعد أسبوع من انطلاقة الحملة الانتخابية وبشكل محدد ما هي الخروقات التي سجلتم حتى الآن.؟

ولد صمب:
في البداية أود أن أشكركم علي إتاحة الفرصة، وردا علي سؤالكم منذ افتتاح الحملة الانتخابية لا حظنا خروقات كثيرة تجلت في ممارسة ضغوطات كبيرة مورست علي المستشارين (الهيئة الناخبة) وعلي المرشحين ومن ضمن كل الخروقات لا حظنا ضغطا كبيرا من طرف الدولة علي بعض المستشارين لحملهم علي اختيار لائحة معينة.
وتلك اللائحة هي بالأساس لائحة مرشحي حزب الدولة أو اللائحة الأخرى المستقلة التي أيضا يضغط أصحابها بالأموال لجعل المستشارين يصوتون لصالحها، ومن أسوأ ما لاحظنا هو أن الموظفين والعمال من هؤلاء المستشارين يتصل عليهم رؤسائهم في قطاعات الدولة ويمارسون عليهم ضغطا شديدا من أجل التصويت للائحة حزب الدولة وهنالك من يهدد بالفصل وفقدان الصلاحية إن لم يلبي هذه الطلبات وهنالك من يقترح لهم تعيين إن هم صوتوا لصالح حزب الدولة.

وهنالك جزء آخر أو جماعة أخري تعرض عليها إغراءات مالية معتبرة و هذه الإغراءات سواء كانت ترغيبا أو ترهيبا يشارك فيها خصمينا أي صاحب اللائحة المستقلة الذي يحرك أموالا طائلة لشراء ذمم المستشارين والدولة من جهة أخري.

الأخبار: هل تقدمتم بشكوى رسمية إلي الجهات المعنية بخصوص هذه الخروقات.؟

ولد صمب:
تقدمنا بشكوى لجهات من نوع آخر وكانت أيضا شكاوي لكوننا مورس علينا نوع من التغييب أو التميز الإعلامي حيث أن حملتنا لم تغط من قبل وسائل الإعلام الرسمية التي غضت النظر عن دعواتنا لها وهنالك ندوات قمنا بها عند مقرات أحزابنا ولم تنقلها هذه الوسائل وفي بعض الأحيان نقلوا الصورة من عند بعض وسائل الإعلام الخاصة، هذا يأتي في وقت تمت فيه تغطية انطلاقة حملة الحزب الحاكم علي مستوي نواكشوط وفي المقابل غيبنا نحن ونعتبر هذا نوعا من الضغط ونوعا من إظهار لوائح حزب الدولة وإبرازها أمام المستشارين للتصويت عليها.

وهذا نوع من الضغط ومن الترغيب والترهيب الذي يمارس علي المستشارين ونحن نعتبره من الضغط الذي يخل بقواعد الشفافية التي يفترض أن تكون هي من يخلق الجو المناسب لإجراء انتخابات شفافة ، إذن الانتخابات مخترقة من هنا وفاقدة للشرعية، ونحن وجهنا شكايتنا للهيئة العليا للسمعيات البصرية وحاولوا أن يطمئنونا بأنهم أعطوا تعليمات بأن تغطى الحملة بشكل متوازن بين الجميع وأنه إن لوحظت أية تجاوزات فيها فإنهم مستعدون للتدخل، التجاوزات لوحظت لكن تدخلهم لم يؤد حتى الآن لأن تكون الهيئات الإعلامية الرسمية موضوعية في تغطية هذه الحملة.

شكونا أيضا هذه المرة ليس لدي سلطة من السلطات العامة بل إلي الرأي العام من تدخل بعض رجال الأعمال النافذين المقربين من الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز والذين يحسبون على نظامه هؤلاء أيضا وجدنا شكاوي من مستشارين بأنهم ضغطوا عليهم لكي يغيروا اختيارهم وهذه أيضا فضحناها للرأي العام من خلال المواقع الالكترونية والمنابر التي أتيحت لنا ونحن أيضا اليوم ننتهز نفس الفرصة لنطلب من هؤلاء أن يبتعدوا عن هذه الممارسات وهذه الضغوط التي يمارسونها علي المستشارين ونطلب منهم أن يفهموا أن المستشارين يجب أن يكون خيارهم خيارا موضوعيا يمكن أن يساهم في بناء هذا البلد.

في هذه المرحلة لا أفضل أن أفضح بشكل صارخ بعض الشخصيات بل أطمح أن يفهموا بعض الإيحاءات وأن يتراجعوا، بشكل موضح هنالك مؤسسة هي مؤسسة (صوملك) قال لنا أحد المستشارين العاملين بها أن سبب عدم تصويته لنا أو إعطائنا تعهدا بذلك هو أن مديره العام استدعاه وأمره بالتصويت علي لائحة حزب الدولة وخوفا منه علي فقدان منصبه أو تحويله إلي الداخل لم يستطع إعطائنا أي تعهد، هذا أيضا تدخل سافر من هذه الهيئة التي نعتبرها موجهة لحل مشاكل الكهرباء الذي ينقطع كل ليلة عن الأحياء الشعبية أو عن العاصمة بأكملها بدل التدخل في الشأن السياسي الذي لا يهمهم ، بالإضافة إلي هذا هنالك رجل أعمال نافذ وهو من أكثر رجال الأعمال نفوذا اليوم ويمتزج نشاطه مع الدولة والإدارة والحكومة بصفة تجعله جزء لا يتجزأ من النظام بلغنا أنه يوجه بعض العاملين معه بأن لا يتخذوا التزامات تتعارض مع توجهاته السياسية نحن نود من هذا الرجل أن يكون سعيه إلي ما يخدم هاتين الغرفتين بعيدا عن الميولات السياسية التي تخص السياسيين وليس رجال الأعمال.

الأخبار: في حالة ما إذا تمادت السلطات في خروقاتها ماذا أنتم فاعلون لمنع هذه الخروقات؟ وهل من بين الخيارات الانسحاب من الانتخابات؟

ولد صمب:
نحن طبعا نود أن تكون هذه الانتخابات شفافة و أن يكون التصويت سريا وسرية التصويت من بين الأمور التي طرحناها مسبقا وأغتنم هذه الفرصة أيضا لأن أطالب بأن يكون التصويت سريا ومعنى ذلك هو أن يمنع ترقيم بطاقات الناخب لأن ذلك الترقيم وبسبب أن هيئة الناخبين ضيقة ومعروفة الحجم يمكن ممثلي اللوائح ومراقبيهم في المكاتب أن يعرفوا لمن صوت كل مستشار؛ إذن فإننا نطالب في هذه الانتخابات أن لا ترقم بطاقات الناخب لكي تضمن سرية الاقتراع.

فيما يخص الشفافية والآليات التي يمكن اللجوء إليها نحن طبعا لن نقبل أن نمضي قدما في مشاركتنا إلا إذا كان هناك شيء من الشفافية يضمن لنا أن نشارك مشاركة موضوعية نطمئن لها، لحد الآن هنالك خروقات انتقدناها وفي كل مرة يقال لنا أنه سيتم تجاوزها ونحن لا زلنا نثق بما يقال لنا وإذا بلغت الأمور الحد الذي ينزع من هذه الانتخابات شفافيتها فأظن أنه عند ذلك ستكون المشاركة لا معنى لها.

الأخبار: رشحتم في دوائر محدودة (ستة من أصل سبعة عشر) مما رأى فيه خصومكم تراجعا في أداء الجبهة والتكتل ما تعليقكم على هذا الطرح وما هي فرص نجاحكم حسب كل دائرة؟

ولد صمب:
الكل يعلم أن المستشارين البلديين الحاليين تم انتخاب أغلبهم من لدن لوائح مستقلة في الأصل فيجب أن نتوقع أيضا أن تكون مشاركة المستقلين في هذه المناسبة مشاركة معتبرة إلا أننا نظن أن العدد الذي شاركنا به من اللوائح عدد معتبر على أن تلك اللوائح الأخرى المستقلة من ضمنها لوائح قريبة جدا منا ولم نشأ أن نتبناها، فكانت إستراتيجيتنا أن نكسيها طابع الاستقلالية بدلا من أن نقيدها حزبيا وهذا كما قلت يرجع لإستراتيجية نظن أنها ستكون أجدى وأجدر لان يلج هذه الغرفة شيوخ يجعلون مصلحة البلد فوق كل شيء ويجعلون الدستور شيئا مقدسا لا يقبلون دوسه ولا تجاوزه، في ما يخص فرصنا نحن متفائلون...

الأخبار: (مقاطعا) نريد الفرص حسب كل دائرة:

ولد صمب:
فرص النجاح حسب كل دائرة.. في كل الدوائر التي رشحنا لها فرص النجاح بالنسبة لنا أسمى من غيرها ومعني هذا ا أننا رشحنا باسم الجبهة والتكتل في المناطق التي نحن واثقون من كسبها وفي المناطق الأخرى رشحنا تحت غطاء لوائح مستقلة لاعتبارات سياسية معينة أما فرص النجاح باختلاف المناطق فهناك مناطق النجاح فيها يبدو شيئا مؤكدا وهناك مناطق أخرى يبدو النجاح فيها كاحتمال أكبر، وفي هذه طبعا نحن نعمل على توطيد ودعم ذلك الاحتمال الذي في صالحنا كما نعمل أيضا على تثبيت تلك الفرص التي نرى أن نجاحنا فيها نجاحا مضمونا، وهناك مناطق أخرى يبدو نجاحنا فيها احتمالا كبيرا، نحن طبعا نعمل على النجاح في المناطق التي نعتبر أن نجاحنا فيها محتمل، كما نعمل على تثبيت تلك الدوائر التي نرى أن نجاحنا فيها مؤكدا.

الأخبار: بصفتكم مناضلا سياسيا في الجبهة ما تعليقكم على تعيين ولد ارزيزيم وهل استشاركم حزب عادل قبل اتخاذ الإجراء؟

ولد صمب:
ولد ارزيزيم مواطن موريتاني بغض النظر عن انتمائه للجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية، وعن كونه شغل مناصب عالية في الدولة مسبقا فهو مواطن ذو كفاءات عالية وليس من الغريب أن يلجئ إليه لكي يسهم ما أمكن في بناء وطنه ولا أظن ذلك مشكلا يطرح أو شيئا يثار، فإن كون الشخص من الجبهة لا يعني ذلك حرمانه، فهو عين لا بصفته من الجبهة عين لأمور شخصية باعتبار مؤهلاته وقدراته، ولا يدخل طبعا تعيينه في إطار مفاوضات أو حوار بين الجبهة والنظام القائم فتعيين ولد ارزيزيم لقدرات وكفاءات ولد ارزيزيم الشخصية، أما الجبهة وعادل فستبقى مواقفهم السياسية كما هي والمشكلة السياسية والأزمة القائمة في البلد تبقى ريثما يرغب من خلقها وهو النظام الحاكم في حلها.

الأخبار: رئيس حزبكم ورئيس البرلمان الموريتاني مسعود ولد بلخير أعلن أنه سيقود النضال السياسي من داخل قبة البرلمان وسط مساع من الأغلبية لعزله؟ ما طبيعة هذا النضال ؟ وهل هو اعتراف بشرعية النظام ؟ وما تعليقكم على خطوة عزله ؟

ولد صمب:
السيد الرئيس مسعود مناضل شهير من أوائل المناضلين ومن أكثرهم تضحية كما شهد بذلك الجميع كما تجلى ذلك في دعم كافة الشرائح الموريتانية لترشحه متجاوزين بذلك كل العقد الاجتماعية التي كانت تصف مسعود بأوصاف لا تليق بقدره النضالي نضاله من داخل قبة البرلمان يعني فقط أن ذلك المناضل الكبير، سيستمر نضاله مهما كان فإن كان في منزله فهو يناضل وإن كان في بيته فهو يناضل وإن كان في الشارع فهو يناضل كما نزل للشارع مرات عديدة وهو رئيس للجمعية الوطنية متحديا بذلك قوات القمع والانقلابيين وهو أيضا في البرلمان سيواصل نضاله من أجل موريتانيا ديمقراطية موريتانيا مزدهرة موريتانيا متوحدة، هذا هو الذي يعنيه كلام مسعود باستمراره في نضاله داخل قبة البرلمان.

أما أولئك الذين يتشدقون عن محاولة أو إرادة عزله عن البرلمان فلا يعدون كونهم انقلابيين لا يفهمون ولا يحترمون الدستور أدنى احترام لأن مأمورية رئيس البرلمان مصانة من طرف الدستور والتطاول عليها تطاول على الدستور والتطاول على الدستور محاولة لانقلاب وأنا أقول بأن أي محاولة انقلاب على مسعود ستجر البلاد إلى أزمة سياسية أكبر من الأزمات التي عرفتها حتى الآن ولا أنصحهم بذلك، بل يجب عليهم أن يحكموا ضمائرهم ويكونوا أكثر احتراما للدستور وأكثر احتراما لهذا الشعب.

الأخبار: ما تعليقكم على تحالف حزب "تواصل" مع الحزب الحاكم في انتخابات تجديد ثلث مجلس الشيوخ ؟

ولد صمب:
ذلك مسار سلكه حزب تواصل بأن اختار التحالف مع حزب الدولة في هذه الانتخابات ولهم مبرراتهم طبعا ونحن خلافا لما يرون لنا حقنا في رؤانا لا أود أن أعيبهم أو أشكرهم على تجربة أرادوا أن يخوضوها، أرجوا لهم فيها النجاح وإن كنت لا أشاطرهم فيها الرأي وأظنهم دخلوا في معمعة لا تناسبهم وقد تضرهم أكثر من أن تنفعهم.

الأخبار: كلمة أخيرة؟

ولد صنب:
في هذه الكلمة أود أن أتوجه للشعب الموريتاني بأن النضال من أجل الحرية والمساواة نضال مستمر ومرير فيه نكبات وفيه انتصارات وقد حقق الشعب الموريتاني منذ بداية نضال القادة والشيوخ الذين هم العمود الفقري لهذا النضال تقدما كبيرا، وأطلب من الجميع ومن الشباب خاصة أن يواصلوا على درب هؤلاء المناضلين من مثل الرئيس مسعود ولد بلخير وكل أولئك الذين طبعوا هذا المسار النضالي وطبعوا تاريخ البلد بلمساتهم النضالية.

والمسار أوشك على بلوغ النهاية وحينها سنصبح ديمقراطيين وتنمويين حقا وينتهي زمن الانقلابات و الدكتاتورية وزمن الغوغاء و الشعبوية التي ليست مبنية إلا على الكذب كما يفعل النظام الحالي.

الأخبار: شكرا جزيلا.