التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:06:54 غرينتش


تاريخ الإضافة : 24.11.2009 10:14:39

قراءة في كتاب " أجيال القصيدة الموريتانية" لكابر هاشم

غلاف الكتاب الجديد للشاعر كابر هاشم عن أجيال القصيدة الموريتانية(تصوير الأخبار)

غلاف الكتاب الجديد للشاعر كابر هاشم عن أجيال القصيدة الموريتانية(تصوير الأخبار)

صدر مؤخرا عن دار الفكر بنواكشوط كتاب جديد للشاعر كابر هاشم رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين بعنوان " أجيال القصيدة الموريتانية (1144هـ/1729- 1430هـ/ 2009 م) يقدم مختارات من الشعر الموريتاني متبعا طريقة تصنيف الأجيال.

وقد ضم الكتاب مختارات لـ 74 شاعرا من مختلف أجيال الشعراء الموريتانيين مقسما هؤلاء الشعراء إلى أربعة أجيال يمتد أولهما على مدى قرنين كاملين من منتصف القرن الثاني عشر إلى منتصف القرن الرابع عشر الهجريين بينما يمتد الثاني من العام الميلادي 1880 حتى العام 1952 يليه الجيل الثالث من 1953 إلى 1965 وفي الأخير يأتي جيل يغطي الفترة من 1966 إلى 1984.

وقد اعتمد المؤلف في ترتيب هؤلاء الشعراء تاريخ الوفاة بالنسبة للأجيال القديمة والقديمة نسبيا بينما اعتمد تاريخ الميلاد بالنسبة للأجيال المعاصرة.

منهجية الكتاب
يتألف الكتاب من مقدمة يشرح فيها المؤلف طبيعة عمله الأدبي هذا والأعمال المماثلة التي صنفت الشعر الموريتاني ويعرض صعوبة الاختيار الشعري من ضمن المدونة الشنقيطية، بعد المقدمة تأتي الاختيارات الشعرية مقسمة على الأجيال والشعراء حيث يذكر الجيل وأسماء الشعراء المعدودين فيه ثم يورد لكل شاعر عددا من النصوص الشعرية مسبوقة بتعريف موجز به وهكذا.

ومن الأعمال المماثلة التي ذكرها المؤلف: الوسيط لأحمد بن الأمين، والشعر الشعراء للدكتور محمد المختار ولد اباه وهو " دراسة غرضية صنف من خلالها الشعر الموريتاني القديم إلى عدة مدارس واتجاهات ثم أشفعها بنصوص تكميلية للوسيط فأضاف بذلك مدونة جديدة لبعض شعراء الوسيط ولشعراء آخرين لم يذكرهم ابن الأمين في كتابه" .
ومنها أيضا "الشعر الشنقيطي في القرن الثالث عشر الهجري" " وهي دراسة أسلوبية تهتم ببنيات النصوص أكثر من مضامينها} وفيه{ نصوص ... لم تنشر في الكتابين المذكورين" .
" وهناك دراسة قيمة أعدها صديقنا الأستاذ عبد الله ولد ابن احميدة حول نشأة الشعر الفصيح في بلاد شنقيط" .

وفي الشعر الحديث ذكر المؤلف دراسة للدكتور محمد بن عبد الحي بعنوان " التجديد في الشعر الموريتاني الحديث" ودراسة للأستاذ محمد عبد الله ولد عمرُ بعنوان " توظيف الموروث في القصيدة الموريتانية الحديثة"

وقد وصف المؤلف الخصائص الشعرية لاختياراته مقسما إياها إلى أجيال قديمة "استلهم أصحابها عمود الشعر خاصة في عصوره الزاهية" ، وأجيال حديثة " تعكس في مجملها اتجاهات ذات طابع حداثي ذي منحى رومانسي/ رمزي ومنها ما ظل وفيا للغنائية العربي وإيقاعاتها الموسيقية مع تلوين في الصورة بظلال رومانسية" .

الجيل الأول:
عدد المؤلف في هذا الجيل الممتد على قرنين كاملين خمسة عشر شاعرا هم جميعا من فحول الشعر الشنقيطي المشاهير وطريقة المؤلف في عرض شعراء كل جيل هي تعريف موجز بالشاعر وذكر مختارات من شعره لا تتجاوز في الغالب أربعة نصوص.

الجيل الثاني:
عدد المؤلف في هذا الجيل الممتد على قرابة ثلاثة أرباع القرن (1880 – 1952) تسعة عشرا شاعرا من بينهم بعض المشاهير ومن هم دون ذلك.
الجيل الثالث:
عدد المؤلف في هذا الجيل الممتد على اثنتي عشرة سنة (1953 – 1965) فقط 21 شاعرا وهم في الغالبية من الجيل الأول من شعراء المشهد الشعري الحالي.
الجيل الرابع:
وهو الجيل الثاني من شعراء المشهد الشعري الحالي وعدد المؤلف منهم 19 شاعرا

ملاحظات ختامية

بعد عرض الكتاب نختتم بهذه الملاحظات التي تنقسم إلى ملاحظات إيجابية وأخرى نقدية:
1- من ما يذكر للكتاب أن ضم داخل دفتيه نصوصا لأكبر عدد من الشعراء الموريتانيين من مختلف الأجيال، وهو بذلك يعطي مادة قد تعين على التقويم الشامل لهذا الشعر.

2- التعريف بنصوص غير مشتهرة من هذا الشعر بعضها يحمل دلالات تاريخية معينة وخاصة في العصر الحديث.

3- ومن ناحية الشكل خرج الكتاب في تغليف ممتاز وورق جيد.

4- أما في الملاحظات النقدية فيلاحظ أن الكتاب كان بحاجة إلى مزيد من القراءة في مختاراته بتعميق المقدمة وعدم اقتصارها على وصف العمل.


5- وكذلك يلاحظ أن التباين الكبير في الفترة الزمنية للأجيال بين قرنين للجيل الأول و12 سنة للجيل الثالث وهو ما لا يبرره أي تحقيب تاريخي ولا أدبي

6- كما يلاحظ أن الكتاب خلا من أسماء شعرية معاصرة بصورة غير مبررة من أمثال محمدن ولد الشدو وأحمد أبو المعالي والشيخ ولد سيد عبد الله والشيخ أحمد ولد البان.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!