التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:16:51 غرينتش


تاريخ الإضافة : 28.11.2009 09:47:30

الأخبار تستذكر مع سيداتي ولد آبه بعض أغانيه الوطنية

"الأب الفني للأمة" الفنان الكبير سيداتي ولد آبه  (الأخبار)

"الأب الفني للأمة" الفنان الكبير سيداتي ولد آبه (الأخبار)

يستذكر "الأب الفني للأمة" الفنان سيداتي ولد آبه في الذكرى الـ 49 للاستقلال لحظات خاصة في مسيرته الفنية غنى فيها للوطن طيلة السنوات الأولى للاستقلال من النشيد الوطني وحتى نشيد إنشاء العملة الوطنية .
الأخبار حملت إلى الفنان سيداتي – وضمن تغطيتها الخاصة لذكرى الاستقلال – تسجيلات لأغنيتيه "بحق الكتاب" التي أداها للإذاعة بعد سنوات قليلة من تأسيسها و"يا عملتي" التي أداها بمناسبة إنشاء العملة الوطنية واستعادت معه ذكريات تأدية هاتين الأغنيتين.

صورة لأوقية واحدة

صورة لأوقية واحدة

يقول الفنان سيداتي ولد آبه إن الإذاعة اختارته لتأدية أغنية "يا عملتي" من بين ثلاثة فنانين اقترحوا للمهمة "وهم أنا والفنانة منينة منت اعلي والثالث لم أعد أتذكره وقد اختاروني لحسن "خبطتي" (عزفي) على التيدنيت".

ويقول الفنان سيداتي إنه لا يتذكر كاتب كلمات الأغنية إلا أنه يذكر أنه كان يعمل بالإذاعة (يضحك قائلا انتوم اتنتك لقبور) وأنه دخل عليه قبيل تأديته ليصحح له خطا في هذا البيت:
بالأمس كانت لغتي واليوم صارت عملتي ...

أما من اشترك معه في تأدية الأغنية فيقول الفنان سيداتي " أظن أن العائلة اشتركت معي في أدائها فعلى ما أذكر شاركت معي منينه (زوجته) وسدوم وأظن أن أحمد (ابنيه) كان معي أما ديمي فعلى ما أعتقد كانت صغيرة" .

للإستماع لأغنية ياعملتي اضغط هنا

Get the Flash Player to see this player.


آلات تسجيل هوائية

أما الأغنية الثانية "بحق الكتاب" فهي كما يتذكر من كلمات الشاعر ناجي الإمام وقد سجلها بعد أن امضى أياما يخلو بنفسه لحفظها والتدرب على أدائها على التيدنيت.
وقد تم تسجيل الأغنيتين كما يقول الفنان سيداتي ولد آبه على ألة تسجيل تعمل بمحرك هوائي وأشرطتها لا يمكن تشغيلها بواسطة المسجل العادي " لذلك انا الأن لا أحتفظ بأي أشرطة عدا أشرطة الإذاعة".

للإستماع لأغنية بحق الكتاب اضغط هنا


أول أغنية للإذاعة

الأخبار سألت سيداتي ولد آبه عن أول أغنية أداها للإذاعة فأجاب " كان ذلك سنة 1958 حين أتيت إلى مدينة تجكجة بحثا عن جمل ضال (ديار) فطلب مني الوالي الفرنسي البقاء حتى يسجل شريطا للإذاعة متعهدا لي بإرسال من يبحث عن الجمل وسجلت لهم شريطا لكن التسجيل لم يكن مسموعا مما أغضبني وأقسمت أن لا أسجل للإذاعة بعدها" ، ومن ما يذكره الفنان سيداتي في هذه الحادثة ان المترجم (أملاز) الذي كان يترجم بينه وبين الوالي الفرنسي كان أحمد ولد محمد صالح وزير الداخلية لاحقا في عهد الرئيس المختار ولد داداه.

كما يذكر سيداتي أن الرئيس ولد داداه أرسل إليه بواسطة الوالي بعد الاستقلال أن الإذاعة تحتاج إلى أغانيه لكي تجد جمهورا " لكني رفضت بسبب حلفي فهددوني بالإجبار ورغم ذلك أصررت حتى أرسلوا لي فرقة من الدرك وأجبرتني حيث اديت لهم "هول افيجط"


مرارة الحرمان والخوف من الفضيحة


"هول أقيجيط" الذي يعتبر من أبرز الأغاني الشعبية التي سجلها الفنان الموريتاني سيداتي ولد آبه (أو الداتي كما يلقبه محبوه) ،كانت نقطة تحول بارزة في حياته فقد تحول من شاعر مدلل داخل "الحله" بتكانت إلي فنان مجبر علي تأدية الأغاني للإذاعة من أجل مساعدتها علي الوقوف علي قدميها –وفق تعبير المختار ولد داداه- الذي ألزمه بتقديم تلك الأغاني التي كانت تبث كل ليلة اثنين من أجل ضمان احراز أكبر نسبة متابعة للإذاعة التي كانت أهم وسيلة اتصال بين الدولة الحديثة والشعب الموريتاني المنتشر داخل صحراء مترامية الأطراف.

وافق سيداتي ولد آبه علي المشاركة في جهود الدولة من أجل ترسيخ ثقافة الإعلام وربط الجمهور بمصدر المواصلات الحديثة وبدأ في تسجيل تلك الأغاني التي كان كلما تأخرت الأيام به يفقد المزيد من "التدليل" الذي يشعر به فلم يعد محبوه مضطرون للسفر اليه ب"أغيجاط" حيث مرابع "الحله" بعدما باتت أغانيه علي الهواء كل أسبوع.

واصل الفنان الموريتاني عطاءه للإذاعة الموريتانية وللدولة إلي أن تخلي عن الفن خلال السنوات الأخيرة بعدما أكتشف أنه ضاع منه كل شيء،فلم يعد بامكانه دخول المنافسة وقد كبرت سنه،ولم يكن له مصدر رزق آخر يقيه بوائق الزمن بعد أن بات في ذاكرة النسيان.

يقول سيداتي ولد آبه (وهو يبتسم) أولادي والله إنني لأخجل أن اروي لكم بعض الأمور الصعبة التي أعيشها الآن فليس من طبيعتي فضح الأسرار أو الظهور بمظهر الضعيف لأسباب تعرفونها ولكن الإشفاق علي الوطن والحرص علي سمعته هو ما يدفعني للحديث عن الأمور الشخصية في مثل هذه الأحداث.

لقد كنت أتألم مع كل عيد وأنا أري الناس يوشحون زمرا وفرادي ومن كل المستويات الاجتماعية والثقافية وأنا جالس في بيتي أسال نفسي ما الذي تستفيده الدولة من تجاهل رمز من رموزها صاحب كل المحطات التاريخية وخسر من أجلها كل الامتيازات التي كان يحظي بها ..أوليس من اللائق علي الأقل أن استدعي لحفل تنصيب الرؤساء وأن أشعر بأنني معني بتطور البلاد التي كنت من جيلها المؤسس علي الأقل في المجال الذي أمتهنه منذ عقود!!.

ويضيف سداتي ولد آبه "هل تدركون أن أول وآخر توشيح تلقيته من بلدي كان سنة 1957 من حاكم فرنسي!!"

ويقول سيداتي "لقد جلست مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خلال الحملة الانتخابية وقلت له بشكل واضح ،أنا لا أريد نقودا منكم ولكن أخشي عليكم من الفضيحة ،أنا الآن أعيش في منطقة شعبية متواضعة لم أحظ من حكامها منذ تأسيس الدولة وإلي الآن بقطعة أرضية واحدة يمكنني فيها أن أعيش بقية عمري،ولا أمتلك أي راتب بعدما ضاع مني كل شيء سوي راتب لا يمكنني أن أذكره لكم ..عفوا سأذكره هو محرج لي فليكن محرجا لكم كذلك (مبلغ 30 ألف أوقية !!)..والله بت أخجل من الذهاب إلي البنك لسحبه إذ أسال نفسي كيف أذلها بمبلغ زهيد كهذا؟، وبت أعتمد علي أحد الشبان والكلمة المشهورة (يعطي لحامله !!).

سيداتي الذي يتنقل في سيارة متهالكة من نوع "مرسدس 190" يقول إنه يشعر بالخجل من أن يراه الناس فيها ولذلك يلتزم بيته في أغلب الأوقات ،إلا إذا كان متوجها إلي منزل شقيقته بلكصر .


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!