تعيش الاتحادية الوطنية لكرة القدم هذه الأيام أزمة حادة بعد إقدام رئيسها محمد سالم ولد بوخريص علي إقصاء ثلاثة من أندية الدوري الممتاز من المشاركة دون الإفصاح عن الأسباب وسط موجة انتقادات حادة داخل الوسط الرياضي لاتحادية كرة القدم الموريتانية التي تسببت في غياب موريتانيا عن كل المحافل الدولية وانعكست سلبا علي حياة اللاعبين.

الأزمة الجديدة بدأت في الثاني والعشرين من يناير الجاري عندما حضر فريق "دار البركه" الصاعد لدوري الدرجة الأولي إلي ملعب العاصمة نواكشوط للقاء فريق "الأحمدي" ضمن المباريات الأولي للدوري الموريتاني الممتاز.

طاقم التحكيم بالملعب الأولمبي قال إن لديه تعليمات واضحة من محمد سالم ولد بوخريص بعدم إدارة أي لقاء تكون الأندية الثلاثة طرفا فيه وهي فريق دار البركه،ودار النعيم،وأكاز تيارت.

صدمة اللاعبين كانت كبيرة ،وصدمة الجمهور أكبر بعد إلغاء المباريات الأولي ،وأنتظر الجميع الخامسة من نفس اليوم قبل أن يعلن الطاقم التحكيمي إلغاء المباريات الثانية التي كان من المققر أن تستضيف "الكونكورد" و"آكاز تيارت" بنفس الأسباب.

رئيس نادي "أكاز تيارت" قال إن الدوافع وراء حرمان الأندية الثلاثة غير مفهومة متسائلا عن المنطق الذي يسمح للاتحادية بأخذ أموال اللاعبين دون السماح لهم باللعب قائلا إن نفسيات الفريق أنهارت بشكل كبير.

وأضاف" كيف تتصور أن تكون نفسية طفل حضر للدراسة طيلة عام ودفع رسومها ثم يحرم مع انطلاقة الامتحان دون مبرر واضح ،لقد حاولنا تدارك الأمر مع كل الجهات لكن انشغال طاقم الاتحادية بوليمة لأحد أفراده حال دون الحصول علي جواب لقد كانت أبوابها مغلقة وقت انطلاقة الدوري وكان كل أفرادها خارج نواكشوط!".

الجمهور الرياضي الذي أحتشد لمشاهدة انطلاقة الدوري أصيب بالصدمة وتظاهرا العشرات منه وسط الملعب الرئيسي بالعاصمة نواكشوط مطالبين بإقالة الاتحادية الوطنية لكرة القدم وتشكيل هيئة جديدة ،قائلين إن الاحتماء بقوانين الإتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا" من شأنه قيادة الكرة الموريتانية إلي الانهيار.

وقال أحد اللاعبين لوكالة "الأخبار" ما الذي ستخسره موريتانيا إذا علقت مشاركتها في الأدوار الخارجية،لقد كانت معلقة بسبب ضعف الأداء وغياب التنسيق والفساد الذي ينخر جسد الاتحادية الوطنية لكرة القدم؟

الأزمة التي تعيشها الاتحادية تضاعفت خلال الساعات الماضية بعد أن رفض رئيس الاتحادية محمد سالم ولد بوخريص الاستماع لنصائح وزارة الثقافة والرياضية قائلا إن الإجراءات التي أتخذتها اتحاديته لا مجال للتراجع عنها وإن الدوري سينطق بمن حضر بغض النظر عن الضجة المثارة قبل أن يغادر موريتانيا إلي "أنغولا" لمشاهدة المباريات النهائية لكاس الأمم الإفريقية التي غابت عنها موريتانيا علي مستوي اللاعبين والطاقم التحكيمي وبالطبع غابت الجمهور.

وتقول المعلومات الأولية التي حصلت عليها وكالة "الأخبار" من مصادر رياضية بنواكشوط إن تحركا مكثفا داخل الأندية المشاركة يجري بشكل صامت من اجل مقاطعة الدوري الحالي وإن خمس أندية من أصل 12 ستغيب عن دوري الأندية الممتاز للسنة الحالية بينها بطلي النسختين الماضيتين نادي الوئام ونادي "أف س نواذيبو بسبب القرار المتسرع للاتحادية.